تتحرى إدارة الشؤون الصحية بجدة من نتائج فحص "التزريع الطبي" لمرض غامض أصيبت به طفلة في حي الجامعة، ووصفه السكان بمرض "الطاعون"، نتيجة تكاثر الفئران في الحي على حد تأكيدهم. وكشف مدير مستشفى النساء والولادة بمساعدية جدة الدكتور كمال أبو ركبة إلى "الوطن"، أن المستشفى استقبل الطفلة البالغة من العمر "عاما ونصف العام"، بعد ظهور التهابات في رأسها. وقال إن الدلائل الأولية بعد الفحص تشير إلى أنها مصابة بالتهابات في الرأس. وأضاف أنه تم أخذ عينات من هذه الجروح لإجراء تزريع، وأعطيت للطفلة عقاقير ومراهم لهذه الجروح، ولم يتم وضعها في الحجر الصحي وإنما جرى تنويمها في غرفة مستقلة بقسم التنويم، حتى تظهر نتيجة التزريع ويصدر التقرير النهائي لتشخيص الحالة. من جانبهم، أبدى عدد من سكان حي الجامعة تخوفهم من هذا المرض، مؤكدين أنها حالة اشتباه بمرض الطاعون. وزاد من مخاوف الأهالي انتشار الفئران بشكل كثيف بين أزقة الحي والشوارع وداخل المنازل، مما دفع أهالي الحي إلى رفع شكوى للأمانة لتكثيف عمليات الرش للقضاء على القوارض والحشرات التي أصبحت تهدد حي الجامعة بأمراض وبائية خطيرة. وقال مرزوق العتيبي، أحد سكان الحي، إن معظم شوارع الحي تعج بالنفايات والأثاث المتراكم مما تسبب في انتشار الفئران والحشرات. وأشار إلى أن انتشار الفئران من أكثر الأمور المخيفة للسكان خاصة بعد ظهور حالات اشتباه بمرض الطاعون بين السكان على حد قوله. ويشاطره الرأي صالح الصانع من سكان الحي أيضا، حيث يقول "تخوف أهالي الحي بعد ظهور حالات اشتباه في إصابة أطفال بالطاعون مما أثار الذعر بين الأهالي حيث أصبح عدد منهم يمتنع عن زيارة الآخرين تخوفا من انتقال المرض. وأضاف أن وجود مستنقعات المياه الراكدة تسبب في إيجاد الحشرات والفئران التي تتخذ من الأثاث المتناثر بيوتا لها، مؤكدا انتشار الفئران بكثرة في المنازل الشعبية. وقال: زاد الأمر سوءا إهمال الأمانة بعدم تكثيف عملية الرش داخل الحي للقضاء على هذه القوارض. وأضاف عادل المالكي من سكان الحي أن ما يتداوله السكان عن الطفلة المشتبه إصابتها بالطاعون، أحدث تخوفا كبيرا بين السكان من انتشار المرض، مشيرا إلى أن الأمانة لم تهتم بتكثيف عمليات الرش في الأحياء المتضررة خاصة حي الجامعة الذي يعج بالفئران حتى أصبحت كافة المنازل تحرص على شراء المبيدات الحشرية للقضاء عليها ولكن بدون جدوى. من جهته، أكد مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بصحة جدة عبدالرحمن الصحفي أن حالة الطفلة التي تم تنويمها بمستشفى الولادة والأطفال بالمساعدية لم تكن حالة اشتباه في مرض الطاعون، ولم تكن هناك علامات تؤكد ظهور دلائل أعراض هذا المرض على الطفلة المنومة. وفي ذات السياق، أوضح استشاري الأمراض الوبائية بمستشفى الحرس الوطني الدكتور عادل زكي أن مرض الطاعون ورم قتال يخرج منه تلهب شديد مؤلم جداً ويتخذ مساحات على سطح الجلد، ويكون ما حوله في الأكثر أسود أو أخضر أو أكمد، يتحول إلى تقرحات سريعة وخطيرة، مشيرا إلى أنه ينتقل إلى الإنسان بواسطة البراغيث إذا تغذت على دم فئران مصابة، حيث تمتص دمها المصاب بالبكتريا فتتكاثر البكتريا في معدة البراغيث، وعندما يلدغ البرغوث الإنسان فإن المعدة المثقلة بالبكتيريا تقذف بعض محتوياتها إلى مكان اللدغة، وتنتشر في دم الإنسان فيصاب بالطاعون. وقال إن أعراض المرض تظهر في شكل ألم شديد وحمى وورم في الغدد اللمفاوية، وظهور بقع حمراء على الجلد تتحول إلى بقع سوداء مخيفة، ويشعر المريض بالصداع والبرد في الأطراف، وتسارع في ضربات القلب، ثم يحدث نزيف تحت الجلد يسبب لطخات على الجلد، ثم يبدأ الجهاز العصبي بالانهيار، وتبدأ بعد ذلك الاضطرابات العصبية الغريبة. وأضاف أنه في حالة الطاعون الرئوي، يعاني المريض من الكحة والبلغم الغزير، وفي الطاعون الدملي يصاب بالتهابات حادة وتورم مؤلم في الغدد اللمفاوية القريبة من مكان لدغ البرغوث. أما الطاعون التسممي فيعاني المريض من ارتفاع في درجة الحرارة وهبوط حاد في القلب.