سمية مؤذنة ما إن تحتفي السعودية وتزين المنصات بالعبارات والأغنيات حبًا وولاءً للملك والأرض، حتى يسهم الأشقاء في الخليج والوطن العربي في ذلك. الحب الوطني للسعودية تعدى الوطن والمواطن، فقد كتب الشاعر الكويتي «مبارك الحديبي» أغنية «عاش سلمان» وكأنه يعود بنا إلى بدايات الأغنية السعودية عن طريق المغني «عبداللطيف الكويتي» الذي غنى للمملكة أول قصيدة وطنية مغناة في الملك «عبدالعزيز آل سعود» فشدى بها قائلا: أهلا وسهلا مرحبا وابدي سلام أتحيةٍ قلبي أيرددها مديم... إلخ وبعد الانحصار الذي حدث في فترة معينة، لمسيرة الأغنية الوطنية، من ناحية الفنانين والكلمة واللحن، بدأت الآن النهضة الفنية. وبما أن السعودية أرض تزخر بتنوع كبير في الفنون الفلكلورية، والأهازيج الوطنية التي تختلف من منطقة لأخرى، بسبب جغرافية المملكة العربية السعودية والمساحة الشاسعة، فستجد تنوع الشعر الوطني واللحن، وستجد أيضا الفن والحب المُهدى لنا من الأشقاء العرب، وكل هذا يصب في صالح الأغنية الوطنيةن ويعطي الفنانين مساحة أكبر خلال تنوع الموروث الفني، ويزداد التنوع بالتمازج مع بعض الموروث العربي. كتب الأديب شاهر النهاري: «الأغنية الوطنية هي مداد للشاعر، وإيقاع لقلب الجندي، ونشيد للطفل، وعزة للمواطن والمواطنة، وتناغم يقيس من خلاله الحاكم مسافات الترابط بينه وبين شعبه وأرضه». لا لائم لنا ولنشوتنا حين تتحدث أغنية عن عشق الأرض والملك والمناسبات والشخصيات الوطنية الرائدة بفن وإتقان وحس. إن الفن يعد من حضارة الشعوب والإرث البشري الأجمل، والأغنية الوطنية هي الجزء الفريد، والتاريخ الذي لا يكذب، فهي نابعة من قلب كل مبدع لتعمل على تعزيز تلك العلاقة بين الشعب والأرض، وبث الحماسة للحرص على الوطن والنهوض به. وقد تغنى كثير من العرب بوطننا الغالي، منهم: أم كلثوم، وفيروز، ومحمد عبدالوهاب، وكثير من عمالقة الغناء، ولم تزل أرواحنا تشدو بما كبُرت عليه من أغنيات الوطن، وهذه المقطوعة لفنان العرب محمد عبده، إحدى الثوابت المُغناة في حق الوطن: فدائما وأبدا نردد بانتشاء وفخر: فوق هام السحب وإن كنتِ ثرى فوق عالي الشهب يا أغلى ثرى مجدك لقدّام وأمجادك ورا وإن حكى فيك حسادك ترى ما درينا بهرج حسادك أبد أنتِ ما مثلك بهالدنيا بلد والله ما مثلك بهالدنيا بلد وهكذا بدأت الأغنية الوطنية السعودية المهداة من خارج حدود الوطن للداخل.