لفت الفنان حسن خيرات الأنظار واستطاع أن يلوي أعناق المستمعين إلى صوته الجميل، غير أن أغنية"امر دايم"كانت متفردة في لحنها وموسيقاها وكلماتها وأدائها، ما جعله نجماً حقيقياً، بخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن شدا بها في برنامج سلامة الزيد، الذي بث خلال أيام العيد. بداية خيرات كانت مختلفة في وجودها وجغرافيتها، إذ التقى بآلة العود قبل 29 عاماً، غير أنه واجه نظرة المجتمع للمطرب"فالمجتمع يستمتع بمشاعر الفنان و روحه الفنية من خلال صوته ونغم مغناه، لكنه لا يكرمه وقد يصفون طموحه بالساذج، حتى لو حقق جائزة أجمل تأليف للأغنية العربية باسم وطنه". يقول خيرات إن ابرز ما واجهه في بداية مشواره المبكرة،"مقابلتي للأمير الراحل فيصل بن فهد. تعلم لما كان يتمتع به من شخصية وهيبة، وحينها كنت لا اعلم أين أنا ذاهب مع صديقي الذي دعاني لزيارة شخصية، قال لي إنه معجب بك فقد حدثته عنك. وبصوته سألني: ما اسمك فتعطلت لغة الكلام تماماً فضحك الأمير، وقال لصاحبي الحين حسن مش قادر ينطق اسمه كيف بيغني؟. فرد عليه صديقي قائلاً له يا سمو الأمير دعه يرتاح قليلاً من جزعه وخوفه فقد كان لا يعلم لمن هو قادم وستسعد بليلة خميس كثيراً،. ويشير إلى منطقة جازان، التي ينتمي إليها، ليقول إنها"تشكل جسر عبور بين اليمن والسعودية والخليج، ففي وقت كانت الساحة تعج بكبار الفنانين، فمن اليمن كنت استمع لتراثه من أحمد عبيد القعطبي والمسلمي والانسي والحارثي والفنان القدير با مخرمه، وبعدهم الفنان القدير محمد مرشد ناجي والفنان القدير أيوب طارش، والفنان القدير محمد سعد عبدالله والفنان القدير فيصل علوي. وفي الجانب الآخر من وطني السعودية كنت استمع للموروث الشعبي في منطقتي جازان وللفنانين الكبار في ذلك الوقت، مثل الفنان القدير محمد علي سندي وطارق عبدالحكيم ومحباً للفنان القدير طلال مداح والفنان عبدالله محمد والفنان القدير محمد عبده والفنان عبادي الجوهر، وفي تلك الفترة كنت استمع للفنان القدير عوض والحان أخوه الدكتور يوسف الدوخي والفنان يوسف المهنا وغيرهم منذ تلك الفترة". ويتوقف عند أغنيته"امردايم"التي لاقت ذيوعاً وشهرة واسعة، ليقول: أغنية أمردايم لها وقع في نفسي أكثر لكوني ابن أرضها والشيء المساعد هو لحن الأغنية الذي ساعد بجمال تنوعه في اختيارها، والذي زاد توجهي إليها أخذ المشورة من أخي وصديقي رفيق الدرب الفنان الشاعر حسين شبيلي، الذي أبدا إعجابه كثيراً بالأغنية". غنى حسن خيرات لكل من الدكتور عبدالعزيز خوجة، والدكتور عبدالعزيز المقالح، من الحان طاهر حسين، والدكتور غازي القصيبي وحمود ابو طالب والشاعر عمر الأعجم والشاعر الحسن بن احمد آل خيرات، والشاعر حسين شبيلي والشاعر علي الأمير و الشاعر أحمد السيد عطيف،"وهو شخص مبدع متجاوز حدود الشعر حتى في حضوره الجميل، وهو الوحيد الذي أقفلت عليه باب مجلسي وصرخت في وجهه بصوت عال ياااا أخي اكتب كي تكتمل تعديلات أغنية"أمردايم". حقق خيرات المركز الثاني في مهرجان الأغنية العربية، الذي يقام كل ثلاث سنوات برعاية جامعة الدول العربية واتحاد إذاعات العرب، في 2010، إذ رشحته وزارة الثقافة والإعلام ليمثل المملكة، وقدم أغنية من كلمات الدكتور عبدالعزيز خوجة والحان خيرات نفسه. يقول إنه بفضل المساندة من صديقه الملحن الحربان"تمكنت أن أهدي وطني المركز الثاني وهي جائزة أجمل تأليف للأغنية العربية على مستوى 14 دولة عربية". فكان الفوز هو أغلى هدية تلقاها، متوجاً مشواراً مليئاً بالشجن والأغنيات الجميلة.