شغلت المنتخبات العربية نصف مقاعد نهائيات كأس أمم آسيا المقامة حالياً في الدوحة، ولكن أياً منها لم ينجح في العبور إلى المربع الذهبي. وكان المنتخب العراقي (حامل اللقب) آخر المنتخبات العربية التي ودعت البطولة بعد الخسارة أمام أستراليا 1/0 في الوقت الإضافي من مباراتهما في دور الثمانية. وخرج المنتخبان القطري (صاحب الأرض) والأردني من نفس الدور بهزيمة الأول أمام اليابان 2 /3 والثاني أمام أوزبكستان 1 /2، بينما ودعت منتخبات البحرين والكويت والسعودية وسورية والإمارات البطولة من الدور الأول. وهذه هي المرة الأولى منذ عام 1972 التي يخلو فيها المربع الذهبي من منتخبات عربية، ومع خروج المنتخب الإيراني من دور الثمانية بعد خسارته أمام نظيره الكوري الجنوبي 1/0، شهدت البطولة للمرة الأولى أيضاً خلو المربع الذهبي من منتخبات دول الشرق الأوسط منذ 1964. يرى المدير الفني للمنتخب القطري الفرنسي برونو ميتسو أن أحد أسباب الأداء الهزيل لعدد من المنتخبات العربية هو مشاركة معظمها في "خليجي 20" باليمن قبل نحو شهر من انطلاق النهائيات الآسيوية، قائلاً "من الصعب للغاية أن تخرج من بطولة كبيرة وتنتقل مباشرة للمشاركة في بطولة أخرى كبيرة، المسألة ليست بدنية فقط، وإنما أيضاً ذهنية". وشدد المدير الفني للمنتخب الإيراني أفشين قطبي على أنه من المهم أن يلاحظ مسؤولو كرة القدم في المنطقة هوية المنتخبات المتأهلة للمربع الذهبي. وأوضح "ليست هناك أي منتخبات من غرب آسيا، يتعين علينا أن نوفر كثيراً من التنمية الكروية في هذه المنطقة، نحتاج لإيجاد ترابط بين الشباب وكرة القدم الاحترافية، نحتاج إلى تطوير المدربين". وذكر قطبي الذي سيتولى تدريب فريق شيميزو الياباني أن دولاً مثل اليابان وكوريا الجنوبية تمثل نموذجاً يتعين أن يحتذى به من قبل الآخرين. وأضاف "لقد صنعنا نماذجاً جيدة، نحتاج لمتابعتها وإجراء استثمارات طويلة المدى، يتعين علينا وضع خطط طويلة الأجل". لكن المدير الفني للمنتخب الأسترالي الألماني هولجر أوسايك يرى أنه من الصعب معرفة السبب وراء فشل منتخبات غرب آسيا في هذه البطولة، وبين أنه عندما يخسر فريق، يبحث اللاعبون والمدربون عن السبب الذي أدى للهزيمة، ولا أحداً يمكنه أن يقول ببساطة بسبب هذا أو ذاك. وظهر التراجع أيضاً في مستوى هذه المنتخبات خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم الماضية التي تأهلت إليها منتخبات كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واليابان وأستراليا لتمثيل القارة، بينما سقط المنتخب البحريني في الدور الفاصل مع المنتخب النيوزيلندي وفشلت جميع منتخبات غرب القارة في بلوغ النهائيات بجنوب أفريقيا. وأصبح مونديال 2010 هو أول بطولة كأس عالم منذ 1978 بالأرجنتين تخلو من المنتخبات العربية الآسيوية حيث شاركت الكويت في 1982 بإسبانيا، والعراق في 1986 بالمكسيك، والإمارات في 1990 بإيطاليا، والسعودية في البطولات الأربع التالية أعوام 1994 و1998 و2002 و2006. ويجد مدير بطولة كأس آسيا المقامة حالياً توكواكي سوزوكي أن المنتخبات الآسيوية عموماً لا تتمتع بالمستوى العالي الذي يؤهلها للمنافسة عالمياً. وقال "المستوى الآسيوي ليس ضمن مستويات القمة على الصعيد العالمي ونحتاج إلى تحسين مستوانا الفني، ولكننا نرى أن ذلك يبدو ممكناً قبل بطولة كأس العالم 2022، في إشارة إلى فوز قطر أخيراً باستضافته". وأشاد بمنتخبات مثل أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان لأنها بدأت التحرك بالفعل، لكن الحاجة ماسة في رأيه إلى تطور مزيد من المنتخبات.