أكد مسؤولون محليون وسكان في مدن أفغانية متفرقة، أن خطر الإرهاب مايزال موجودا في البلاد، وذلك لدوافع عدة، أبرزها الفقر، وانتقام المتطرفين من الأخطاء التي تقع من قبل القوات الأجنبية التي تتحرك في البلاد. وطبقا لمصادر أمنية، قتل مالا يقل عن 30 مدنيا أفغانيا، أمس الأول، في ضربات جوية أميركية في إقليم هلمند، وذلك في أحدث هجوم وسط تصعيد للعمليات الجوية التي تهدف لدفع حركة طالبان للحوار. وكانت قوة يقودها حلف شمال الأطلسي «ناتو» في أفغانستان، قد صرحت بأن قوات تابعة للحكومة الأفغانية ومستشارين أميركيين تعرضوا لإطلاق نار من مقاتلين من طالبان في مجمع في منطقة كرمسير وطلبوا دعما بضربة جوية، إلا أن القوات على الأرض لم تكن على علم بوجود أي مدنيين في المجمع أو بالقرب منه. اخطاء التحالف الدولي في غضون ذلك، أقر التحالف الدولي في أكثر من مناسبة بمقتل مدنيين في غاراته في كل من العراق وسورية وأفغانستان، لكنه يؤكد في كل مرة حرصه على تجنب سقوط مدنيين دون جدوى. وعادة مايكون المدنيون هم أغلب ضحايا الحرب المستمرة في أفغانستان منذ 17 عاماً، حيث جاء في تقرير نشرته مؤخرا الأممالمتحدة أن 8050 شخصا قتلوا أو جرحوا في الفترة من يناير وسبتمبر من هذا العام. فقر المدنيين من جانبها، أوردت الأممالمتحدة في تقرير حديث لها، أن الآباء الأفغان أصبحوا يُجبرون بشكل متزايد على ما سمته «بيع» بناتهم وتزويجهن من أجل سداد ديونهم أو لمجرد توفير ثمن الطعام، بسبب الأوضاع البائسة في البلاد التي يفاقمها الجفاف المدمر. وأوضح صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) أنّ 161 طفلا على الأقل تراوح أعمارهم ما بين شهر و16 عاما قد «تم بيعهم» خلال 4 أشهر فقط، واصفا حالة الأطفال بالمروعة في أفغانستان. واتفق ناشطو المجتمع المدني الأفغاني الذين حضروا اجتماع الصندوق في جنيف على وجود زيادة واضحة في «بيع» الفتيات للزواج. وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قد أكدت أنّ الموجة الحالية هي أسوأ موجة جفاف تضرب أفغانستان منذ عقود وقد جعلت الوضع الإنساني البائس أكثر سوءا، الأمر الذي تسبب بنزوح أكثر من ربع مليون أفغاني في غرب البلاد منذ أبريل الفائت.