كابول، أسد آباد، لندن - أ ف ب، يو بي آي، رويترز - دعا الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الجيش الأميركي امس، إلى تجنب العمليات التي تؤدي إلى مقتل مدنيين أفغان، وقال إن هذا هو «التحذير الأخير» لواشنطن، وفق بيان اصدره مكتبه. وفي رد فعل على مقتل حوالى 32 مدنياً من بينهم أطفال ونساء بغارتين جويتين للقوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في ولايتي هلمند الجنوبية ونورستان (شمال شرق) السبت، قال كارزاي إن مثل هذه الهجمات «تقتل الأطفال والنساء الأفغان». وجاء في البيان إن «الرئيس وصف هذا الحادث بأنه غلطة جسيمة أدت إلى مقتل أطفال ونساء أفغان، ونيابة عن الشعب الأفغاني فإنه يصدر تحذيره الأخير للقوات والمسؤولين الأميركيين». وأعلنت السلطات في هلمند أن 14 مدنياً قتلوا وجرح ستة آخرون في غارة جوية لحلف شمال الأطلسي في الولاية الأفغانية الجنوبية. وقال مكتب الحاكم في بيان إن مروحيات القوة الدولية للمساعدة على إحلال الاستقرار في أفغانستان (إيساف) التابعة للحلف الأطلسي تدخلت لمساعدة قاعدة للحلف هاجمها متمردون وأصابت منزلين في منطقة نوزاد. وأضاف انه «لسوء الحظ، قتل 14 مدنياً أبرياء هم خمس بنات وسبعة صبيان وامرأتان، وجرح ستة آخرون هم ثلاثة أطفال وامرأة ورجلان». ويعد سقوط قتلى من المدنيين في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد مسلحي «طالبان»، مسالة حساسة وأحد اهم أسباب تزايد الخلاف بين الرئيس الأفغاني والولاياتالمتحدة التي تدعمه. وطلب كارزاي من وزير الدفاع الأفغاني العمل على وقف العمليات «الأحادية الجانب» التي تنفذها القوات الدولية ونقل الإشراف على الغارات الليلية إلى القوات الأفغانية، كما أعلنت الرئاسة الأفغانية. كذلك اعلن حاكم ولاية نورستان شمال شرقي أفغانستان أن عشرين شرطياً أفغانياً و18 مدنياً قتلوا الأربعاء الماضي في ضربة جوية للحلف الأطلسي، أدت إلى مقتل ثلاثين من عناصر حركة «طالبان». وكانت معارك عنيفة جرت في ذلك اليوم بين القوات الأفغانية وقوات الحلف الأطلسي التي نقل عدد من جنودها بمروحيات من جهة، ومتمردي «طالبان» الذين كانوا يهددون بالاستيلاء على منطقة في نورستان، الولاية الجبلية الحدودية مع باكستان، من جهة أخرى. وقال جمال الدين بادار إن «الغارة الجوية في إقليم دو أب المضطرب استهدفت موقعاً لجأ إليه رجال شرطة أثناء اختبائهم من مسلحين خلال القتال». وأضاف أن «المدنيين قتلوا لأن رجال طالبان فروا إلى منازل المدنيين عندما نفدت ذخيرتهم، وبالتالي اخطأت القوات في التمييز بين المدنيين وطالبان وأطلقت عليهم النار». اعتقال قائدين في «طالبان» في لندن، أفادت صحيفة «ميل أون صندي» الصادرة امس، أن وحدة من القوات الخاصة البريطانية اعتقلت قائدين بارزين في حركة «طالبان»، خلال عملية سرية في أفغانستان. وأشارت الصحيفة إلى أن 12 جندياً من قوات النخبة البريطانية اعتقلوا مولوي عبد الرحمن ومولوي محمد في مجمع محصن في بلدة باباجي النائية في ولاية هلمند واللذين يُعتقد أنهما كانا وراء العديد من الهجمات بالقنابل على القوات البريطانية والأميركية في أفغانستان، وصادروا 80 كيلوغراماً من الأفيون الخام معبأة في أكياس تبلغ قيمتها 128 ألف جنيه استرليني. وأضافت أن عبد الرحمن ومحمد وُصفا بأنهما مقربان من زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن، الذي قتلته قوات خاصة أميركية في باكستان مطلع الشهر الجاري، واستسلما للجنود البريطانيين دون قتال وهما عضوان في مجلس شورى كويتا، القيادة العليا لحركة «طالبان» ومقره في باكستان. ونسبت الصحيفة إلى مصدر أمني قوله «إن اعتقال عبد الرحمن ومحمد، عضوي اللجنة المحلية لطالبان التي تُعد بمثابة حكومة ظل غير رسمية للحركة في هلمند، يشكل ضربة قاضية للمتمردين وسيحد من قدرتهم على توجيه العمليات ضد قوات التحالف في أفغانستان». وأشارت إلى أن القائدين البارزين في الحركة يُحتجزان في سجن عسكري في مكان سري في أفغانستان، وسيتم تسليمهما للسلطات الأفغانية لمحاكمتهما بعد استجوابهما بشكل مكثف من قبل محققي التحالف.