قال مسؤولون إقليميون، الأحد: إن قوات الحكومة الأفغانية مدعومة بضربات جوية من حلف شمال الأطلسي استعادت السيطرة على منطقة استراتيجية في إقليم هلمند المضطرب بعد أيام من المعارك الطاحنة مع متشددي حركة طالبان. ووضع سقوط منطقة قلعة موسى في هلمند بأيدي طالبان، يوم الأربعاء، ضغوطاً على قوات الحكومة أكثر من أي وقت مضى منذ انسحبت معظم قوات حلف الأطلسي المقاتلة في نهاية العام الماضي دون أي مؤشر على أن مستويات العنف تتراجع. وشهد إقليم هلمند في الجنوب بعضاً من أعنف المعارك على مدار الحرب التي بدأت قبل نحو 14 عاما. وفقدت القوات البريطانية أكثر من 400 من رجالها وهي تحاول هزيمة طالبان بينما لاقى 350 من أفراد مشاة البحرية الأمريكية حتفهم أيضا هناك. وقالت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان: "استطاعت عملية شاملة بقيادة رئيس أركان الجيش استعادة السيطرة على قلعة موسى، وأوقعت 220 من أفراد العدو ما بين قتيل وجريح." وانتزعت القوات البريطانية والأفغانية السيطرة على بلدة قلعة موسى - التي يسكنها نحو 20 ألفاً وتنتشر فيها مزارع الأفيون وممرات التهريب - للمرة الأولى قبل ثمانية أعوام ثم انتزع المتشددون السيطرة عليها قبل أربعة أيام. وقال المتحدث باسم التحالف برايان تريبوس: إن طائرات أمريكية من مهمة الدعم الحازم التابعة لحلف شمال الأطلسي نفذت 18 ضربة جوية على مدى الأسبوع المنصرم في مسعى لطرد طالبان من المنطقة. وأضاف أن جنودا أجانب قدموا المساعدة أيضا على الأرض. وفتح رجل يرتدي الزي العسكري الأفغاني النار على معسكر باستيون، وهو قاعدة بريطانية سابقة في هلمند يديرها الآن الجيش الأفغاني. وأدى ذلك الهجوم إلى مقتل اثنين من أفراد الجيش الأمريكي قبل إطلاق النار على المهاجم وإصابته. وزاد العنف بشكل حاد عبر أفغانستان منذ أنهت قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة رسمياً مهامها القتالية، العام الماضي، وتركت وراءها فرقة من نحو 12 ألف جندي من حلف شمال الأطلسي لتدريب ومساعدة القوات الأفغانية على التصدي لتمرد حركة طالبان. سياسياً، وصل وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، أمس، إلى أفغانستان. ونظراً لموجة الهجمات الأخيرة في كابول التي أسفرت عن مقتل الكثيرين، تم إحاطة زيارة وزير الخارجية الألماني بأشد الإجراءات الأمنية. وعلى الرغم من سلسلة الهجمات الأخيرة، فإن شتاينماير يعتزم دعوة الحكومة الأفغانية لاستئناف مباحثات السلام مع حركة طالبان. وأكد الوزير الألماني أن تحقيق مصالحة داخل الدولة هو "الطريق المستقبلي الوحيد" لإنهاء النزاع الذي دام لعقود، وقال: "لا يمكن إهدار الفرصة الفريدة من نوعها لمباحثات السلام التي بدأت". يذكر أن أول لقاء رسمي بين الحكومة الأفغانية وطالبان عقد في شهر يوليو الماضي. وأشار شتاينماير إلى أن الرئيس الأفغاني أوقف المباحثات عقب الهجمات الأولى. وتعهد شتاينماير لأفغانستان بمواصلة الدعم الألماني، قائلا: "لا يزال يمكن للمواطنين في أفغانستان الاعتماد على تضامن ألمانيا".