رصدت دارة الملك عبدالعزيز الأثر السياسي والتجاري والعسكري والفكري لميناء العقير التاريخي بمحافظة الأحساء الذي شهد عدة أحداث مهمة في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- عندما اتخذه مقراً لمقابلة الدبلوماسيين الأجانب وإجراء المفاوضات مع القوى الدولية السياسية في المنطقة، وتهتم بتوثيق كل ما يتعلق به كأقدم ميناء بحري شهد اهتماماً في عهد الملك عبدالعزيز-رحمه الله- ويتربع على ساحل الخليج العربي، وكان البوابة الاقتصادية لبداية الدولة السعودية والميناء الرئيسي الذي يفد إليه الزائرون لوسط الجزيرة العربية وشرقها. إسدال الستار بفعل تحول الطرق التجارية، بعد اكتشاف النفط في أبقيق والظهران تراجعت أهمية العقير، لوجود طرق حديثة معبدة وإنشاء عدد من الموانئ الحديثة قريبة من منابع النفط والأسواق التجارية في المنطقة الشرقية. وعرجت الدارة على تطوير الملك عبدالعزيز- رحمه الله- الميناء وإنشاء الجمارك والجوازات والفرضة ومبنى الخان ومبنى الإمارة والحصن والمسجد وعين الماء وبرج بوزهمول، حيث أصبح العقير شريان الحياة لوسط الجزيرة العربية وشرقها بحيث كانت البضائع والأغذية وغيرها ترد إلى قلب الجزيرة العربية والعاصمة الرياض عبر هذا الميناء المهم، وشهد هذا الميناء في عهد الملك عبدالعزيز- رحمه الله- تنظيمات عديدة لضمان استمراره في أداء دوره الاقتصادي في البلاد. وذكرت الدارة أن ميناء العقير التاريخي بدأت أهميته بكونه ميناءً لشرقي الجزيرة العربية ووسطها تتقلص في عام 1957م عندما بدأ العمل في إنشاء ميناء الدمام وخط السكة الحديد، والبحث عن طرق أقرب وأسهل لمصادر النفط المكتشف آنذاك، وذلك لتسهيل نقله وما يحتاج إليه من مواد وتسهيل وصول العاملين فيه لمناطق العمل بيسر وبأقل تكلفة، وبذلك أسدل الستار على آخر أدوار ميناء العقير. الارتباط بالجرهاء عدت الدارة ساحل العقير من أجمل السواحل في المملكة، ويتميز بتداخل مياه الخليج بالشواطئ الرملية الضحلة وتنوع المظاهر الجغرافية وكثرة الرؤوس والخلجان والجزر، حيث يوجد بالعقير عدة جزر من أهم جزيرة الزخنونية وجزيرة الفطيم، كما يستقبل شاطئ العقير آلاف الزوار والسياح طيلة أيام العام، ويجذب الشاطئ الذي يبعد نحو 65 كم من مدينة الهفوف كثيراً من المرتادين من مختلف مناطق المملكة، خصوصاً من الأحساء والمنطقة الشرقية ومنطقة الرياض، ويصل العدد اليومي لقاصدي الشاطئ قبل تطويره خلال المواسم والعطلات إلى أكثر من 28 ألف زائر. أشادت الدارة باهتمام الحكومة بميناء العقير تاريخياً، حيث تم تسجيل مبنى الجمارك في ميناء العقير في سجل الآثار الوطني، وترميم مباني المستودعات والجمارك والميناء في العقير، لافتة أن «العقير» بمحافظة الأحساء، يرتبط بمدينة الجرهاء القديمة وتستقي أهميتها التاريخية، من كونها مكان توقيع معاهدة أو مؤتمر العقير المعروفة في عهد الملك عبدالعزيز. تاريخ العقير كان شاطئ العقير يشكل قبل النفط الميناء الرئيسي للأحساء وللمناطق الداخلية من الجزيرة العربية، ووسيلة الاتصال بالعالم الخارجي لما وراء البحار الهندوالصين، وسوقاً مهمة ورئيسية من الأسواق التجارية القديمة المطلة على الخليج من الناحية الغربية في فترة ما قبل الإسلام، حيث ذكر بعض المؤرخين أنه يلتقي فيها عدد كبير من تجار الأقاليم والأقطار المجاورة، وتعرض فيها ألوان شتى من محاصيل بلاد العرب ومنتجات البلاد الأجنبية. وتقدر عدد الأحمال التي تغادر ميناء العقير إلى الأحساء ثم إلى المناطق الأخرى ما بين 250 و 300 محمل تحمل أصناف البضائع من الأخشاب والمواد الغذائية والبن والهيل والبهارات والملابس والعطور والبخور والصندل، حيث ترد من الهندوالصين وإيران والعراق واليمن وحضرموت وعمان وتعود محملة بأهم منتجات الأحساء من التمور والدبس وفسائل النخيل وسعفها والصوف والمواشي وبعض المنتجات اليدوية كالفخار والمشالح الأحسائية الشهيرة، ومن هذا الميناء انطلقت الجيوش الإسلامية التي فتحت بلاد فارس والهند ووصلت إلى مشارف بلاد الصين.
ميناء العقير يقع في الأحساء شرق السعودية أقدم ميناء بحري في السعودية سمي بالعقير أو العجير كما يسميه أهالي الأحساء من اسم قبيلة عجير التي سكنت المنطقة خلال الألف الأول قبل الميلاد يعود عمق أقدم تبادل تجاري عبر العقير والبلاد المجاورة له إلى العصور الحجرية كان ميناء مهما في عهد الدولة العثمانية الميناء الرئيسي للمنطقة الشرقية وجنوب ووسط نجد قبل اكتشاف البترول دخل الملك عبدالعزيز العقير لتوقيع معاهدة العقير مع كوكس التي تعترف فيها بريطانيا بحكم ابن سعود للأحساء عام 1915 استضاف الاجتماع بالمندوبين الإنجليز لمناقشة الحدود بين نجد وشرق الأردن والعراق، ونتج عن ذلك توقيع ما يسمى ببروتوكول العقير عام 1922