حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد في خطبة الجمعة بمكة من الزخارف المضلة، حيث الفرص تفوت والأجل موقوت، والإقامة محدودة والأيام معدودة، مبينا أن حديث الزهد ليس تزهيدا في العمل ولا في عمارة الأرض ذلكم أن الصلاح الإنساني ينبع من أعماق النفوس ومن القلوب التي في الصدور. وبيّن أن عالم اليوم يعيش أزمات فكرية ومشكلات اقتصادية ومختنقات مالية، وقال: علاقة الإنسان في ديننا في هذه الدنيا عمل وتسخير وبناء وتعمير، كما إنها في ذات الوقت علاقة ابتلاء واختبار، وغاية ذلك كله تحقيق العبادة لله عز وجل، والمسلمون في عباداتهم يجمعون بين تحقيق العبودية لله وتوحيده والإخلاص له وبين شهود المنافع. وأوضح أن الزهد في الدنيا يكون في ستة أشياء: في النفس والناس والصورة والمال والرئاسة وكل ما دون الله، مبينا أن من حقق اليقين وثق بالله في أموره كلها، ورضي بتدبيره ولم يتعلق بمخلوق لا خوفا ولا رجاء، وطلب الدنيا بأسبابها المشروعة. وبيّن أن بعض العلماء قالوا: "لقد جهل قوم فظنوا أن الزهد تجنب الحلال فاعتزلوا الناس، وضيعوا الحقوق، وجفوا الأنام واكفهرت وجوههم، ولم يعلموا أن الزهد في القلب وأن أصله انصراف الشهوة القلبية، فلما اعتزلوها بالجوارح، ظنوا أنهم استكملوا الزهد، والقلب المعلق بالشهوات لا يتم له زهد ولا ورع". وفي المدينةالمنورة، أشار إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في خطبة الجمعة أمس إلى أن صلاح حال المسلمين؛ في إصلاح ما بينهم وبين ربهم، وما يؤتى الإنسان إلا من قبل نفسه، وأن باستقامة أحوال المسلمين وثباتهم على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يتولى الله بذلك أمورهم ويقيم أحوالهم على الوجوه الحسنة، ويدفع الله بذلك ضرر وكيد أعدائهم. وبين الشيخ الحذيفي أن الأمر الثاني الذي يصلح الله به أحوال المسلمين هو توحيد رب العالمين وهو أساس الدين وكل أركان الإسلام مبنية عليه وكل عمل صالح تابع للتوحيد، فإن حققه المسلم فطوبى له، وحقيقة التوحيد توجه القلب إلى الله وتعلقه بربه بالقصد والإرادة والمحبة والتوكل وطلب النفع للخيرات. وسؤال الله لدفع الشرور والمكروهات وإخلاص الدعاء لله، وكل رسول بعثه الله بالتوحيد، وما وقع من التغيير والتبديل في شرائع الرسل لم يقع ذلك إلا بعد نسيان التوحيد ووقوع الشرك المنافي لما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام.