أثار قرار الكونجرس الأميركي المحرض على عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية في المحافل الدولية، وحث الإدارة الأميركية على استخدام الفيتو ضد أي قرار يطرح في مجلس الأمن على هذا المستوى ردودا فلسطينية حيث اعتبر الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في تصريح إلى "الوطن" أن "الشعب الفلسطيني له الحق في إقامة دولته المستقلة علما بأن الحكومة الإسرائيلية ترفض الشرعية الدولية وتحبط جميع الجهود الهادفة لإعادة إحياء عملية سلام ذات مصداقية تؤدي إلى تطبيق حل الدولتين". وأضاف "مطلوب من الكونجرس الأميركي أن يدعم خطوات السلام وأن يدعم إقامة دولة فلسطينية لأن هذا هو الطريق الوحيد للاستقرار والحفاظ على المصالح العربية والمصالح الأميركية أيضا". وأعلن أبو ردينة "سنذهب إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار ضد الاستيطان الإسرائيلي"، مشيرا إلى أنه بعد اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية "بدأنا التحرك وصدرت التعليمات إلى المراقب الفلسطيني في الأممالمتحدة لمتابعة هذا الأمر مع الدول العربية والدول المؤيدة لهذا التوجه". ودانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قرار الكونجرس، معتبرة أن "هذا القرار يشجع إسرائيل على مواصلة سياساتها المعادية للسلام تحت حماية مباشرة من الولاياتالمتحدة الأميركية". وقالت "إن هذا القرار الفظ والمنحاز بالمطلق لإسرائيل والاحتلال، يساهم أيضًا في إضعاف الدبلوماسية الأميركية وقدرتها المتآكلة على لعب دور الراعي لعملية السلام، بكل ما يترتب على ذلك على صورة الولاياتالمتحدة في المنطقة". من جهته طالب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض العلاقات الدولية نبيل شعث، خلال لقاءات منفصلة عقدها أمس مع قناصل وسفراء فرنسا وبريطانيا والسويد والدنمارك وممثل الاتحاد الأوروبي لعملية السلام مارك أوت ب"اعتراف دول الاتحاد الأوروبي والعالم بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967". ورحب شعث بقرار النرويج رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني إلى سفارة، وهي الخطوة التي أقدمت عليها فرنسا وإسبانيا والبرتغال. من جانبه، اعتبر المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري، قرارات لجنة المتابعة العربية غطاء لحالة الفشل التي تتعرض لها مسيرة التسوية. وأكد أنه لم يعد من المبرر أو المقبول استمرار الاختباء العربي خلف عبارات دبلوماسية، في ظل الدعم الأميركي المطلق للموقف الإسرائيلي الذي كان آخر أمثلته قرار الكونجرس رفضه الاعتراف بأي دولة فلسطينية في حدود 67. وطالب الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، بتطوير قرار لجنة المتابعة العربية عبر دعوة دول العالم إلى الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية المستقلة وحدودها على جميع الأراضي المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس مثلما فعلت الأرجنتين والبرازيل. وكان الكونجرس الأميركي أحبط أي إمكانية لاعتراف الولاياتالمتحدة بالدولة الفلسطينية في المرحلة الحالية بعد قرار بالإجماع برفض اعتراف أميركي بالدولة، وطلبه من الإدارة الأميركية استخدام حق النقض الفيتو ضد أي قرار بهذا الشأن في مجلس الأمن الدولي، بل وحث الدول الأجنبية على رفض مطالبات القيادة الفلسطينية بالاعتراف. واعتبر الكونجرس في قراره الذي تقدم به رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس هاورد برمان، أن جهود القيادة الفلسطينية بهذا الشأن هي "تجاوز للمفاوضات" وانتهاك للمبادئ الأساسية لاتفاقات أوسلو، وخارطة الطريق والجهود الأخرى ذات الصلة في عملية السلام في الشرق"، حاثا "القادة الفلسطينيين على وقف جميع الجهود الرامية إلى الالتفاف على عملية التفاوض، بما في ذلك الجهود الرامية إلى اكتساب الاعتراف بدولة فلسطينية من الدول الأخرى".