سلمان الشهري لا غرابة أن تتعجب الكاتبة الأميركية كارين إيليوت هاوس من الإصلاحات التنموية الكبيرة للمملكة، والتي يقودها مهندس النهضة السعودية الحديثة ولي عهدها الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وما لاحظته من تغيير على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذلك انطباعاتها خلال زيارتها السعودية في يناير الماضي. مترجمة تلك المشاهدات المثيرة في مقالها المنشور بصحيفة وول ستريت جورنال، الأحد 4 فبراير 2018، مؤكدة أن التغيير الجذري الذي فرضه الأمير محمد، ليس أحد الخيارات بل هو الخيار الوحيد، وإذا كانت الكاتبة اندهشت مما رأته من إجراءات سموه الإصلاحية، فالعالم أكثر اندهاشا، ولا أدل على ذلك من اختياره الشخصية العربية الوحيدة من بين 50 شخصية مؤثرة على الأسواق العالمية، وفقا لما ذكرته وكالة بلومبيرج الأميركية لعام 2016. واختياره شخصية عام 2017، وفقا لما أعلنته مجلة تايم، من بين عدة زعماء ونشطاء ورجال أعمال ونجوم من مختلف أرجاء العالم. ولا عجب، فقد ظل اسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يتردد ويتصدر وسائل الإعلام العالمية، مقترنا بإنجازاته التي أثارت اهتمامها، جاعلة من الأمير الشاب مادة رئيسية ضمن أولويات اهتماماتها. وأشارت الكاتبة إلى تساؤل السعوديين قبل عامين حول جدية ولي العهد في قيادة التغيير، حين أعلن رؤيته وطموحاته التي قطعت الشك فيها قراراته الحاسمة، في مقدمتها نجاحه في وضع اليد على كل مال تمت سرقته من المال العام، وكذلك اهتمامه بالمرأة، إذ مكّنها من قيادة السيارة، وحضور المباريات الرياضية في الملاعب، وكذلك فتح المجال للمواطنين والمواطنات للاستمتاع بوسائل الترفيه، وتحديدا ما كان محظوراً من قبل، مستعيدا الوسطية وروح التعاليم الإسلامية الحقيقية التي تدعو إلى التسامح والاعتدال. وما قام به من مواجهة انخفاض إيرادات المملكة من النفط بمجموعة إجراءات وقرارات تحت مظلة رؤية المملكة 2030، والقيام بمجموعة من الإنجازات الوطنية وإقامة كثير من المشروعات الاقتصادية، كالقدية والبحر الأحمر ونيوم، وغيرها من المشاريع الاقتصادية العملاقة التي كان آخرها ما تم الأسبوع الماضي من التفاوض مع شركة ألفابت، الشركة الأم ل«جوجل» لإنشاء وادي السيليكون في المملكة، وهو مركز تقني عالمي، على غرار وادي السيليكون الشهير في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية.