من المعروف أن أنهار أميركا الجليدية تذوب، لكن هذه المرة كشف باحث من جامعة واشنطن كمية ومدى سرعة الذوبان، إذ تبين أن اختفاء الجليد في هذه الأنهار سيكون أقرب مما نتوقع. ووفقا لمجلة «نيوزويك» الأميركية، تمكن ديفيد شين الباحث بجامعة واشنطن في سياتل من تطوير تقنية جديدة لقياس سُمك الجليد الذي يتطلب استخدام صور الأقمار الصناعية عالية الدقة لتتبع التغيرات. وباستخدام هذه الأداة تتبع «شين» التغيرات والارتفاعات في 1200 نهر جليدي في الولاياتالمتحدة. وأكدت النتائج أن هذه الأنهار تنهار بسرعة، وبشكل أكبر من قياس الذوبان عام 1970. وقال شين: «هنالك بعض التغيرات الكبيرة التي حدثت، وللمرة الأولى نستطيع أن نحدد بدقة كمية الثلوج والجليد التي انهارت وذابت». وبدأ الباحث عمله بهذا المشروع في 2012، خلال جمع المعلومات عن الأنهار الجليدية وذوبانها في الولاياتالمتحدة، وباستخدام نظام تصوير الأقمار الصناعية التي انشأها أساسا لتتبع التغيرات في الصفائح الجليدية الضخمة في «أنتارتيكا» و«جرين لاند». وتلتقط كاميرا الأقمار الصناعية صورتين من الأنهار الجليدية كل بضع دقائق، ثم تستخدم برمجيات آلية لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد للأسطح الجليدية. اعتمد الجيولوجيون في السابق على صور الأنهار الجليدية المأخوذة من الطائرات والأقمار الصناعة لقياس مستوى الذوبان، لكن طريقة «شين» الجديدة عالية الدقة أوضحت بشكل دقيق تأثر هذه الأنهار بتغير المناخ الذي يؤثر على كل المواد الطبيعية حاليا وبشكل كبير. عالميا، فذوبان الجليد أمر معروف، وقالت دراسات حديثة إنه في المتوسط يذوب الجليد بنسبة متر من الكثافة سنويا، مما يعني أن جليد قمة «إيفرست» يمكن أن يختفي تماما عام 2100. يؤمن «شين» بأن الفهم الأفضل لسرعة ذوبان الجليد يمكن أن يساعد البشرية على التخطيط، والتجهز لتأثير هذا التغير، مثل تحسين إدارة مخاطر الفيضانات.