في البداية بدا الأمر حلماً عبثياً يواجه واقعاً صناعياً صلباً. وبعد 13 عاماً أثبت الحلم أنه خارطة جمال فرضت نفسها على أرض الواقع. تماماً مثلما فرضت الجبيل الصناعية نفسها في بضع سنوات، وتحوّلت من قرية صيادين نائية إلى قلعة صناعات عالمية احتلّت موقعها من كتاب جينيس للأرقام الصناعية باعتبارها أكبر مشروع للبناء والهندسة في العالم. هذا ما قدمه مهرجان الزهور السنوي في الجبيل الصناعية طيلة السنوات الماضية، وهذا ما حافظ عليه، وسجله على أرض الواقع، محتفلاً ب"النرجس" و"التوليب" و"الزنبق" و"السوسن" و"الياسمين" وتشكيلات لا نهاية لها من زهور الموسم الفواحة، في عرض سنويّ شغوف بالجمال. وصباح اليوم الثلاثاء ينطلق المهرجان محتفلاً بأكاليل الزهور والنباتات العطرية في قلب المدينة الصناعية. أول المهرجان كانت البداية في ال7 من ذي القعدة 1418، في حشد نباتي متنوع قوامه مئات الآلاف من شتلات الزهور والحوليات على شاطئ مدينة الجبيل الصناعية. وقدم المهرجان، وقتها، عرساً جمالياً بمثابة مكافأة لمدينة نهضت بقوة من مستنقعات الوحل. السياحة والاستثمار لكن المكافأة السنوية لم تتوقف واستحقت المدينة موقع المباهاة من حيث المنجزات وحماية البيئة. وهو ما سعت إليه الهيئة الملكية بالجبيل من خلال المهرجان/ المكافأة ليتتابع عاماً بعد عام. ولم يتوقف المهرجان عند حدود الجمال والألوان وأكاليل الزهور والنباتات، بل توسع إلى الترفية والتثقيف وتنشيط الحركة السياحية والاقتصادية وتنمية وتشجيع الاستثمار التجاري في المدينة، وصولاً إلى بناء مفاهيم محترفة حول البيئة والتوعية بها. ودخلت أجهزة حكومية في لعبة الجمال والتوعية لتشمل الممتلكات العامة والتعاون مع رجال الأمن وترشيد استهلاك الكهرباء والمياه، وتسليط الضوء إعلاميا على مدينة الجبيل الصناعية، وإعطاء الفرص للمواهب والمبدعين لإظهار قدراتهم عبر الأنشطة المختلفة التي تقام، علاوة على زيادة الرقعة الخضراء باستخدام أنظمة الري الحديثة، وإبراز الوجه الحضاري للمدينة لخلق الأجواء الجذابة للمستثمر الأجنبي. الطفل والمسرح والفن الفعاليات توسعت فشملت مسابقات علمية وثقافية ورياضية تستهدف تنمية قدرات الأطفال واكتشاف المواهب مع دمج الطفل في محيط المسرح ومسابقات وبرامج رياضية وفنية مثل: مسابقة الرسام الصغير، ومسابقة التلوين للأطفال، وسباق الجري، ومسابقات الطائرات الورقية، ومسابقة السيارات اللاسلكية، ومسابقات وبرامج ثقافية وترفيهية، والتصوير لأجمل زهرة، ومسابقة رسم أجمل لوحة فنية لمنظر طبيعي لحديقة أو نباتات أو زهور، وكذلك مسابقة أجمل باقة ورد، ومسابقات بالمدارس بهدف توعية الطلاب والطالبات في مجال كيفية زراعة الزهور والاعتناء بها والمحافظة عليها من خلال إقامة مسابقة لأجمل حديقة مدرسية تنفذ بمجهود الطلاب ومسابقات عن الحديقة المنزلية في الجبيل الصناعية. مزهر شخصية الجبيل وبدوره قال مدير عام التشغيل والصيانة بالهيئة الملكية بالجبيل والمشرف العام على معرض الحدائق والنباتات الثالث عشر المهندس حمد بن عبدالله المصيريعي ل"الوطن" إن المعرض يهدف للترفيه وتنشيط الحركة السياحية والاقتصادية وتنمية الاستثمار التجاري في المدينة بالإضافة على تثقيف الزوار بأهمية المحافظة على البيئة وإرسال رسائل توعية عامة بأهمية المحافظة على الممتلكات العامة والتعاون مع رجال الأمن وترشيد استهلاك الكهرباء والمياه وغيرها وتسليط الضوء إعلاميا على مدينة الجبيل الصناعية من خلال هذا المعرض وكذلك إعطاء الفرص للمواهب والمبدعين من خلال الأنشطة المختلفة التي تقام في المعرض والتشجيع على زيادة الرقعة الخضراء باستخدام أنظمة الري الحديثة. وأشار المصيريعي إلى أن المعرض تستمر فعالياته 11 يوماً ويهدف إلى تثقيف الزوار وتوعيتهم بيئياً عن طريق تعريفهم بالنباتات والزهور وفوائدها وأنواعها الملائمة للبيئة وكيفية العناية بها بالإضافة إلي عرض المنتجات الخاصة بالزراعة ومستلزمات الحدائق المنزلية المختلفة التي تسهم في تكوين حديقة منزلية نموذجية خالية من العيوب كما يصاحب المعرض عدد من الفعاليات المتمثلة في الأنشطة والمسابقات الترفيهية والتثقيفية للزوار. وأضاف المصيريعي أن اللجنة المنظمة لمعرض الحدائق والنباتات الثالث عشر ستطلق شخصية كرتونية تحمل اسم مزهر.