قالت صحيفة «ذا فاينانشال»، إن العلاقات الألمانية التركية تتجه إلى مزيد من التصعيد عبر الحرب الكلامية، إذ وجهت تركيا رسالة إلى ألمانيا بأن العلاقات الثنائية لا يمكن أن تبنى على «الابتزاز والتهديد»، عقب تعهد وزير الخارجية الألمانية باتخاذ خطوات لتقليل الاستثمارات، في خطوة نحو تصعيد الأزمة. وذكر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أنه «لا يمكن لعلاقاتنا أن تستمر بالاعتماد على التهديد والابتزاز، ولكن خلال الأعراف والمبادئ الدولية بين البلدين»، وذلك ردا على التصريحات التي أدلى بها نظيره الألماني زيجمار جابرييل، بأن بلاده ستقوم بمراجعة الضمانات الحكومية للاستثمارات في تركيا، وحث رجال الأعمال على عدم وضع أموالهم في تركيا، مشددا على أن بلاده لا تضمن بعد اليوم سلامة مواطنيها في تركيا بسبب موجة الاعتقالات. وكانت مصادر ألمانية أعلنت في وقت سابق، أن برلين قررت تجميد مشروعات تسليح مع أنقرة، كما حذرت مواطنيها من السفر إلى تركيا، إضافة إلى التهديد باتخاذ إجراءات قد تعوق الاستثمارات الألمانية. بداية تدهور العلاقات بدأت العلاقات بين أنقرةوبرلين في التدهور قبل قرابة عام، وبالتحديد بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي استهدفت الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وتم احتجاز 22 مواطنا ألمانيا، 9 منهم تم إيداعهم السجن، منهم صحفيون وناشطون في حقوق الإنسان. وأشارت وكالة الأنباء الألمانية إلى أن برلين تتخلى عن سياسة ضبط النفس مع أنقرة، وترد اقتصاديا، إذ لفتت إلى أن الخارجية الألمانية أعلنت سلسلة إجراءات ضد أنقرة ردا على احتجاز ناشط حقوقي ألماني، في مؤشر على تصعيد بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي. وأكدت برلين أنه لم يعد يمكنها ضمان استثمارات الشركات الألمانية في تركيا. التخلي عن ضبط النفس تخلت ألمانيا عن سياسة ضبط النفس تجاه تركيا، وتوعدتها بسلسلة تدابير اقتصادية تطال السياحة والاستثمار، مؤكدة أنها ستعيد النظر في مجمل سياساتها حيال أنقرة، بسبب اعتقال ناشطين حقوقيين. والتدبير الأول الملموس هو تشديد تحذيرات وزارة الخارجية المتعلقة بالسفر إلى تركيا، التي تعدّ الوجهة المفضلة لدى السياح الألمان. وقالت وزارة الخارجية الألمانية، إنها لم تعد قادرة على «ضمان سلامة مواطنيها» في ظل الاعتقالات الجماعية «الاعتباطية»، في خطوة يتوقع أن تؤثر سلبا على الاقتصاد التركي، لافتة إلى أن تركيا تبعد عن قيم أوروبا الجوهرية «وقيم الحلف الأطلسي»، ولا يمكن أن تبقى دون عواقب. وكانت الخارجية الألمانية استدعت -الأربعاء الماضي- سفير تركيا في برلين، وحذر المتحدث باسم المستشارة أنجيلا ميركل أنقرة، من أنه لا يمكنها أن تأمل بتحقيق أي تقدم في مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. مصالح متبادلة فيما ذكرت صحيفة «بوليتيكو» في عنوانها «العلاقات الألمانية - التركية»، لا عودة إلى سابق عهدها، قال مراقبون إن التجاذبات السياسية بين البلدين ليست في مصلحة الطرفين، إذ إن الدولتين العضوتين في الحلف الأطلسي تحتاجان إلى بعضهما في عدة قضايا، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، وأزمة المهاجرين والتعاون التجاري، وغيرها. يذكر أن السياح الألمان يشكلون النسبة الأكبر من السياح القادمين إلى تركيا قبل الروس، فيما تعد برلين أحد أبرز الشركاء الاقتصاديين لأنقرة.