رغم العمليات العسكرية التي تشنها القوات العراقية ضد أوكار تنظيم داعش في الموصل، وخسارة الأخير قرابة 95% من الأراضي التي كان يسيطر عليها منذ عام 2014، إلا أن التنظيم بدأ بشن هجمات مضادة ضد أهداف خارج مناطقه الحيوية، وكان آخرها هجومي مانشستر البريطانية ومحافظة المنيا المصرية. وطبقا لمراقبين غربيين، فإن الإسراع في القضاء على التنظيم في مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية سيسهم في إضعاف نفوذ عناصره، وتجفيف شبكاته التي يتحرك من خلالها في دول العالم، مشيرين إلى أن تحرير الرقة سيكون ضربة قاضية لنفوذ التنظيم بشكل كبير. وفيما لا تزال تركيا تتمسك برفض المشاركة في معركة استعادة الرقة، بسبب تسليح واشنطن لقوات سورية الديمقراطية التي تعتبرها أنقرة فرعا لحزب العمال الكردستاني، يحذر خبراء أميركيون إدارة الرئيس دونالد ترمب من خطورة تأجيل معركة الرقة وانعكاسها في عودة بناء التنظيم المتشدد لشبكاته وموارد تمويله، وذلك في وقت ما يزال صناع القرار في واشنطن يناقشون جدوى الاعتماد على الميليشيات الكردية في تحرير المدينة، وهوية الجهة المسؤولة عن إدارة الأراضي المحررة وإعادة تأهيلها بعد هزيمة وطرد التنظيم منها. وطبقا لمصادر ميدانية، تقف الوحدات الكردية وبعض المقاتلين العرب المتحالفين معها على بعد 10 أميال من مدينة الرقة استعدادا لانطلاق المعركة، إلا أن فترة الانتظار قد تنعكس سلبا في رجوع نفوذ التنظيم وبناء قواعده من جديد. هجمات الغرب اعتبرت وسائل إعلام غربية أن الهجمات المنفردة لعناصر التنظيم المتشدد ضد أهداف موزعة على عدد من الدول العربية والغربية، نتاجا لفشل الخطط العسكرية والأمنية التي وضعت لاحتواء مؤامرات التنظيم، إضافة إلى عدم تردد عناصره في شن تلك الهجمات رغم التضييق المالي والعسكري عليهم، وهو ما يشير إلى خطورة الأيديولوجية التي يحملها عناصره. وترى تقارير أميركية أن إصرار واشنطن على اعتماد وتسليح الميليشيات الكردية بدلا من القوات التي تقدمها أنقرة على أنها البديل للأكراد، يرجع إلى اقتناع البنتاجون بأن القوات الموالية لتركيا لا تملك نفوذا كبيرا على ساحة المعركة، فضلا عن أن الاعتماد على الأكراد سيعوض واشنطن عن إرسال آلاف الجنود الأميركيين لاستعادة المدينة، وهي الخطوة التي ستكلفها خسائر بشرية ومادية. مستقبل الأكراد سعت إدارة الرئيس دونالد ترمب لطمأنة تركيا بشأن السماح بتسليح الميليشيات الكردية في سورية، وأوضحت أن التسليح سيقتصر على معركة الرقة، وأن الوجود العسكري الكردي يتضمن أيضا قبائل عربية تم تجنيدها مؤخرا للمساعدة في إدارة الأمن بعد تحرير الأراضي المغتصبة من التنظيم. وتبقى مطالب الأكراد باستقلال مناطقهم وإقامة دولة خاصة بهم معضلة أمام الإدارة الأميركية، حيث تشير بعض المصادر المطلعة من داخل البيت الأبيض، إلى أن إدارة ترمب ترى في تأجيل هذا الموضوع إلى ما بعد الانتخابات التشريعية العراقية في سبتمبر المقبل، تمهيدا لطرح استفتاء حول الاستقلال من عدمه. الأوضاع بالرقة
01 استعداد لانطلاق المعركة 02 واشنطن تواصل تسليح الأكراد 03 أنقرة ترفض المشاركة 04 التأخير يصب في صالح داعش 05 مطالب بوضع خطط ما بعد التحرير