جددت تركيا رفضها مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي في عملية تحرير مدينة الرقة السورية، وذلك بعدما أبلغ وزير الدفاع التركي، فكري إيشق، نظيره الأميركي، جيمس ماتيس، رفض مشاركة بلاده في العملية، في حال مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يعد امتدادا لحزب العمال الكردستاني. وأوضح ايشيق أن مشاركة هذا التنظيم في تحرير الرقة من شأنه أن يؤخر العملية، بسبب ما أسماه ممارسة حزب الاتحاد سياسة التهجير ضد السكان الأصليين، وهو الأمر الذي سيدفعهم للوقوف إلى جانب التنظيمات المتشددة. وكانت تركيا طرحت قبل شهرين، مقترحين للولايات المتحدة، بشأن كيفية تنفيذ عملية عسكرية مشتركة لطرد داعش من معقله في مدينة الرقة السورية، مشددة على أن العملية يجب أن تشارك فيها قوات عربية محلية، بدعم تركي، بدلا من الاعتماد على قوات سورية الديمقراطية التي تشكل تحالفا تهيمن عليه وحدات حماية الشعب الكردية. عرقلة التقدم بحسب مراقبين، أحدث الدعم الذي أولته واشنطن لقوات سورية الديمقراطية التي شنت حملة لتطويق الرقة في نوفمبر الماضي، توترا مع تركيا، حيث تعتبر الأخيرة مسلحي سورية الأكراد امتدادا للميليشيات الكردية على أراضيها، فيما لم يتضح ما إذا كانت إدارة الرئيس دونالد ترمب ستزود وحدات حماية الشعب بالأسلحة، رغم الاعتراضات التركية. وتؤكد واشنطن في تصريحاتها أن الأسلحة التي تزود بها المقاتلين الأكراد تقتصر على العناصر العربية منها، إلا أن أنقرة تقول إن الأسلحة تذهب للمسلحين الأكراد. وتسيطر قوات سورية الديمقراطية التي تضم جماعات عربية وفصائل أخرى في الشمال السوري، على مساحات من الأراضي بمحاذاة الحدود السورية التركية، وتخوض عمليات متعددة المراحل لتطويق الرقة، مدعومة بضربات جوية وقوات برية خاصة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. تسعى أنقرة لحشد قوة عربية تتكون من نحو 10 آلاف مقاتل استعدادا لبدء عملية الرقة، في وقت لا يزال التنظيم المتشدد يتحكم بالطريق الدولي الرابط بين حلب ودير الزور، مرورا بالطرف الجنوبي من الرقة، ويقع إلى جنوب نهر الفرات، فيما أحدثت عمليات تدمير الجسور من قبل التحالف الدولي، المقامة على النهر عائقا للعبور إلى الضفة الجنوبية، حيث يتطلب ذلك السيطرة على سدي الفرات والبعث، وهو الأمر الذي يفوق قدرة قوات سورية الديمقراطية في الوقت الراهن. وأحدث إصرار أنقرة على رفض مشاركة الأكراد في معركة الرقة كثيرا من الخلافات مع واشنطن، إلا أن تركيا تمسكت بالرفض، ولوحت بعدم السماح للقوات الأميركية باستخدام قاعدة إنجرليك الجوية الاستراتيجية، في حال الإصرار على مشاركة القوات الكردية، وهو ما ترى أنقرة أنه يهدد أمنها القومي.