فيما وزعت الخارجية الروسية بيانا أول من أمس، بمناسبة مرور 20 عاما على التوقيع في باريس على الوثيقة الأساسية للعلاقات المتبادلة والتعاون والأمن بين روسيا والناتو، أكدت فيه أن العلاقات بين الجانبين تعاني أزمة عميقة هي الأشد منذ «الحرب الباردة»، كشفت تقارير أن المناورات العسكرية والتجارب الصاروخية التي أجرتها روسيا قبالة الشواطئ الليبية في مياه البحر المتوسط. قبل أيام، تأتي في ظل تصاعد التوتر بين روسيا وحلف «الناتو». وقال مراقبون إن المناورات الروسية الأخيرة تؤكد وجود نوايا لدى موسكو بالتدخل في الأزمة الليبية بشكل أو بآخر، مشيرين إلى أن موسكو تريد استباق الغرب وملء هذا الفراغ قبل فوات الفرصة، خاصة أن الموقف الأميركي والأوروبي لا يزال مترددا في ضوء أزمات الهجرة التي فاقمت من مخاوف الدول الأوروبية. وكانت الخارجية الروسية قد أصدرت بيانا أشارت فيه إلى أن تصعيد التوتر في علاقتها مع حلف «الناتو»، لم يكن اختيار روسيا، بل هو نتيجة مباشرة للممارسات السلبية التي اعتمدها الحلف على مدى سنوات طويلة، بهدف تحقيق الهيمنة العسكرية والسياسية في الشؤون الأوروبية والعالمية. سيناريو سورية بحسب محللين، تشابهت المناورات العسكرية الروسية قبالة الشواطئ الليبية والتي جرت خلال الفترة من 24 إلى 27 مايو الجاري، مع التجارب الصاروخية التي أجرتها موسكو قبيل شنها ضربات عسكرية ضد الفصائل السورية التي تقاتل نظام الأسد، مشيرين إلى أن المناورات الحالية يحتمل أن تسبق تدخلا عسكريا كبيرا لضرب الميليشيات العسكرية الليبية التي يقاتلها جيش المشير خليفة حفتر. وكانت روسيا قد عززت من وجودها في مياه البحر الأبيض المتوسط منذ تدخلها في الأزمة السورية عام 2015، وشملت هذه التعزيزات سفنا حربية وحاملة طائرات، في وقت ساعدت القاعدة البحرية في مدينة طرطوس الساحلية على تخزين سفنها بشكل دائم لضمان وجودها بشكل مستمر. عراقيل التدخل ترى شريحة أخرى من الآراء أن مسألة التدخل الروسي في الأزمة الليبية ستكون مثقلة للكاهل الروسي، خاصة أنها تعاني من تبعات التدخل في سورية وما ينتج عنها من تكاليف مادية وبشرية ولوجستية، في وقت خيمت أزمة هبوط أسعار النفط على العالم. كما أنه في حال لو قررت روسيا التدخل لصالح طرف دون آخر في ليبيا، فإنها ستصطدم مع مصالح الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وذلك في ضوء سيطرة حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا على العاصمة طرابلس وعموم المغرب الليبي، مقابل هيمنة المشير حفتر والقوات الموالية له على المشرق ومنطقة الهلال النفطي. يذكر أن ليبيا تعاني أزمة سياسية وعسكرية طاحنة منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي عام 2001، حيث تعاني من تشتت الحكومات السياسية، وانتشار السلاح وانعدام الأمن، إلى جانب متاجرة الميليشيات بالبشر وتهريبهم إلى الدول الأوروبية. تحركات روسية توتير العلاقات مع الناتو مناورات قبالة سواحل ليبيا تعزيزات عسكرية مكثفة محاولة السيطرة على النفط الليبي دعم حفتر عسكريا ضد الميليشيات