رفضت حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، تهديدات القائد العام للجيش الوطني، خليفة حفتر، بدخول طرابلس بالقوة، لتخليصها من سطوة الميليشيات، مؤكدا أنه في حال الإقدام على هذه الخطوة «فإن البلاد ستتحول إلى حمام دم، وتنتهي مساعي الوفاق واللحمة الوطنية». وقالت في بيان، إن «مزاعم حفتر، بزعم الانحياز للمتظاهرين ليست حقيقية، وتأتي في سياق المزايدات السياسي». وكانت مجموعات من شباب منطقة سوق الجمعة تظاهروا، أول من أمس، أمام قاعدة أبوستة البحرية، مقر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وطالبت المجلس بتقديم اعتذار عن بيان ندد خلاله بإطلاق الميليشيات المسلحة النار على متظاهرين في طرابلس، طالبوا بإنهاء حكم الميليشيات، ورددوا هتافات مؤيدة للجيش وقائده. اشتباكات عنيفة سبقت المظاهرة بيانات صدرت عن عدد من الميليشيات في طرابلس، وحزب العدالة والبناء الإسلامي، والمجلس البلدي لمدينة مصراتة التي ينحدر منها معظم متشددي ليبيا، نددت بالبيان وعدّت أن هتافات المتظاهرين «تبث الفتنة وتدعو إلى حكم العسكر». وكانت اشتباكات عنيفة شهدتها طرابلس، وصفت بأنها الأعنف من نوعها بين الميليشيات المتصارعة، إذ استعملت فيها كل أنواع الأسلحة، ونشر مواطنون صورا تظهر الضرر البالغ الذي لحق بالمباني الخاصة والعامة. وطالب حفتر الميليشيات عقب اعتدائها على المتظاهرين بتسليم أسلحتها إلى القوات المسلحة، وقال «إذا لم يتم ذلك، فإننا سنواجهكم بالسلاح، في خطوة حاولنا تأجيلها وتأخيرها»، وأشار حفتر في مناسبات كثيرة إلى أن وجهته المقبلة ستكون طرابلس. استقرار بنغازي أعلن الجيش الوطني انتهاء المعارك بشكل نهائي في المحور الغربي لمدينة بنغازي، مؤكدا استتباب الأمن في كل أنحاء المنطقة، واستدرك قائلا: إن الألغام التي تركتها الكتائب المسلحة ما زالت تمثل خطرا كبيرا على حياة المدنيين، داعيا النازحين إلى التريث قبل العودة إلى منازلهم، إلا بعد إعلان الجيش تأمين المنطقة. وقال المتحدث باسم القوات الخاصة، ميلاد الزاوي، إن الحصار في منطقة العمارات 12 انتهى عند محاولة المقاتلين المنافسين الهرب فجرا، وأضاف إن 23 منهم قتلوا، فيما اعتقل 6 آخرون. وكان داخل تلك المباني المحاصرة العشرات من أفراد العائلات الذين اعتقل عدد غير معلوم منهم، ولم يتضح على الفور أيضا ما إذا كان أي من المقاتلين أو أسرهم لاذ بالفرار.