كشف موقع "المونيتور" البريطاني المتخصص في الأبحاث والدراسات، في تقرير أن تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي، عزم بلادها تمتين علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي في كل المجالات، أحدثت صدمة في الأوساط السياسية بإيران، وهو ما دفع الأخيرة إلى إصدار تحذير ضد لندن، حول العواقب التي ستترتب على ذلك التعاون في المنطقة مستقبلا. وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، قد هدد في تصريحات له، أنه في حال رغبت بريطانيا بالاستمرار في هذه السياسة، فإن فالبرلمان سوف يتحرك لخفض مستوى العلاقات معها. سياسة المواجهة
أشار التقرير، إلى أنه في أواخر نوفمبر عام 2011، قطعت المملكة المتحدة علاقاتها مع إيران، بسبب اقتحام إيرانيين لمقراتها الدبلوماسية في طهران، فيما اتفقت الدولتان في عام 2013، على تعيين قائم بالأعمال كخطوة أولى نحو علاقات دبلوماسية كاملة، قبل أن تقررا رفع التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السفراء في سبتمبر الماضي. لكن العلاقات عادت للتدهور مرة أخرى، حيث استدعت الخارجية الإيرانية في يوم 10 ديسمبر الماضي، السفير البريطاني بطهران، بعد تصريحات ماي في القمة الخليجية، التي دعت فيها رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي في قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة، إلى ضرورة زيادة التعاون العسكري مع الدول الخليجية، من أجل التصدي لعدوانية إيران في المنطقة، ليعلن بعدها بروجردي عن وجود مشروع قانون تم تقديمه لخفض مستوى العلاقات مع المملكة المتحدة، إلا أن الحكومة الإيرانية أظهرت ترددا واضحا في هذا الشأن. ولفت التقرير إلى أنه في اتفاق نادر بين مكونات المجتمع الإيراني، اجتمع إصلاحيون ومحافظون، واتفقوا على انتقاد تصريحات ماي، واتضح ذلك في عدة صحف موالية للمحور الإصلاحي الإيراني، مؤكدة أن تصريحات المسؤولة البريطانية تظهر رغبة بلادها المستقبلية في الانفصال عن نهج الاتحاد الأوروبي واتباع سياسة أكثر مواجهة مع طهران. تكاتف وتعاون يرى مراقبون، أن التصريحات الأخيرة للمسؤولين البريطانيين، تؤكد على وجود سياسة خارجية أكثر استقلالية للمملكة المتحدة بعد التصويت على خروجها من الاتحاد الأوروبي، وخلص تقرير الموقع إلى أن على المملكة المتحدة وحلفائها في منطقة الخليج، العمل سوية من أجل مواجهة الإجراءات الإقليمية العدوانية لإيران، الأمر الذي أكدته ماي لقادة دول الخليج العربي في قمتهم الأخيرة، وأن بلدها ستلتزم أكثر حول فرض الأمن القومي للمنطقة على المدى البعيد. وأضافوا أن السياسة الواضحة التي تتبعها دول الخليج تتيح لها كسب كافة الدول الكبرى إلى صفها، وتمنحها القدرة على إيجاد تحالفات مستقبلية أكثر إيجابية، في مقابل نهج العداء الذي تتبعه إيران، وتدخلاتها السالبة في شؤون دول المنطقة العربية.