أكدت مجلة "ناشيونال إنتريست" الأميركية عبر تقرير للكاتب وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن أميتاي إتزيوني، أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر المنطقة الثانية الأخطر لدى الولاياتالمتحدة بعد كوريا الشمالية، بسبب الحروب بالوكالة التي تقوم بها ميليشيات الطائفية، وتعقيد التركيبة الاجتماعية لدول المنطقة ما بين سنة وشيعة وأكراد وغيرهم. ولفت إتزيوني إلى أن إيران تعد الأكبر تهديدا في المنطقة، بسبب أذرعها المتطرفة في كل من العراق وسورية ولبنان واليمن، مقترحا على إدارة الرئيس ترامب إجراء مواجهة مباشرة معها، لقص أجنحتها، في وقت ألمح فيه إلى أن طهران تتبنى المذهب الشيعي للترويج لمشاريعها، وتنفق بسخاء على ميليشياتها. بؤرة للإرهاب أكد إتزيوني، أنه في حال انسحبت الولاياتالمتحدة من المنطقة، فإن البديل سيكون المزيد من تدخل إيران، التي ستستنهض أتباعها من الطائفة الشيعية، لقيادة معارك طائفية، وسيصبح الشرق الأوسط مفرخة للإرهاب العابر للحدود الممتد حتى أوروبا والولاياتالمتحدة. وأضاف "في حال تخلت واشنطن عن الشرق الأوسط، فإن الحلفاء التقليديين في آسيا على غرار اليابان وكوريا الجنوبية وغيرهما، سينتهجون نهج الفلبين في إيجاد منطقة وسطى بين القوى العظمى، وربما يميلون باتجاه الصين وروسيا، وبالتالي سينتهي دور أميركا كزعيم العالم، في وقت يحبذ فيه بعض الانعزاليين الأميركيين تلك الإستراتيجية. سياسة الضغط أبان إتزيوني، أن الخيار المثالي أمام واشنطن هو السعي لقطع أذرع إيران المتطرفة من خلال زيادة التدخل الأميركي في العراق وسورية واليمن بطرق غير مباشرة، مؤكدا أن ساسة طهران سيقدمون مزيدا من التنازلات في حال تم الضغط عليهم وترهيبهم، وهي خطوات يجب على واشنطن استغلالها وحشد قوى عسكرية أكبر، لوقف تحرش الحرس الثوري الإيراني المتكرر في مياه الخليج والمنطقة. وخلص التقرير إلى أنه في حال أرادت الولاياتالمتحدة إرجاع بعض هيبتها في المنطقة والعالم، بعد الانتقادات التي طالتها خلال الثماني سنوات الماضية، يجب عليها التركيز على دفع إيران بالتقوقع حول نفسها، والانشغال بأمورها الداخلية، والكف عن التدخلات العسكرية الخارجية في شؤون دول المنطقة الأخرى.