دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران. وكان في استقبال الملك سلمان فور وصوله إلى المركز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ثم عزف السلام الملكي. صرح هندسي ومعرفي ثم اطلع الملك سلمان على مجموعة الصور التاريخية للملك عبدالعزيز- رحمه الله - وعلى مجسم لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، واستمع لشرح عنه، حيث يشكل المركز صرحا هندسيا ومعرفيا أقيم في موقع تاريخي مهم للمملكة، وهو موقع اكتشاف البترول للمرة الأولى. ويتضمن المركز الذي صمم على هيئة صخور مستوحاة من صخور الظهران التي تحتضن البترول، خمس صخور تمثل كل صخرة منها منشأة ثقافية، ستسهم في استقطاب أكثر من مليوني زائر سنويا. تدشين معرض روائع الآثار دشن خادم الحرمين الشريفين معرض روائع آثار المملكة وطرق التجارة في شبه الجزيرة العربية، التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حيث استمع لشرح من رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، عن المعرض الذي يحكي تاريخ التجارة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام وبعده، ويستعرض طرق البخور ودروب الحج في عهود متتالية، وفي مراحل الدولة السعودية الأولى والثانية، بالإضافة إلى مجموعة لمقتنيات الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمه الله. وقال الأمير سلطان بن سلمان إن افتتاح المعرض يأتي بعد محطاته السابقة في أربعة متاحف أوروبية، وخمسة متاحف أميركية، استقبل خلالها أكثر من ثلاثة ملايين زائر. ثم تفضل خادم الحرمين الشريفين بافتتاح معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" المقام في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، مستمعا لشرح من الأمير سلطان بن سلمان. واطلع الملك سلمان على نماذج من قطع المعرض، وأذن بانطلاق المعرض إلى جولته الآسيوية، التي تبدأ من بكين في 20 ديسمبر المقبل، ثم كوريا فاليابان وبعدها إلى كوريا. ذكرى تاريخية وبعد أن أخذ الملك سلمان مكانه في المنصة الرئيسية، بدأ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين عرضا مرئيا عن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران. إثر ذلك، ألقى وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح كلمة قال فيها إن التاريخ يعيد نفسه بأجل وأبهى صوره، حيث نستعيد بحضوركم الميمون- يا خادم الحرمين الشريفين - الذكرى التاريخية العطرة لزيارة والدكم المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه قبل ما يقارب ثمانين عاما، الذي أبى إلا أن يشارك أبناءه في المنطقة الشرقية أفراحهم وابتهاجهم، فتحمل مشقة السفر، وقدم ليدير بيده الكريمة - رحمه الله - الصمام الذي جرى منه النفط السعودي إلى الأسواق العالمية لأول مرة، وذلك بعد عام واحد فقط من تدفق النفط بكميات تجارية من بئر الدمام السابعة، التي أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله اسم "بئر الخير". ونوه الفالح بأن الثروة الاقتصادية التي واكبت تدفق النفط كانت عنصرا جوهريا في نقل المملكة إلى دولة تعد رمزا للتنمية والتقدم، دولة صاغت حضورها وتأثيرها بجدارة على الساحة الدولية. على خطى المؤسس قال الفالح: إنكم يا خادم الحرمين الشريفين، تسيرون على خطى الملك المؤسس، وتباركون تدشين مركز الملك عبدالعزيز الحضاري ببنائه الباهر، الذي يمثل رمزية تاريخية بتتويجه باسم الملك العظيم، ورمزية مستقبلية تتجسد بإطلالته على بئر الخير، حيث سيكون - بعون الله - ينبوعا يجري على يدكم الكريمة لثروة أكثر استدامة وأعظم أثرا، ألا وهي الثروة البشرية والمعرفية. وأكد الفالح أن أجيال المستقبل ستتذكر- بمشيئة الله - هذا اليوم الجليل، الذي يغرس فيه الملك المفدى، بيده الكريمة، شجرة طيبة من أشجار العلم والثقافة الباسقة، التي سيقطف ثمارها- بإذن الله - أجيال من المواطنين بمختلف أعمارهم، بل ومن شعوب العالم كافة. وأضاف الوزير: لقد تفضلتم - يا خادم الحرمين الشريفين - بتدشين عدد من المشروعات النفطية العملاقة الجديدة، كما دشنتم قبلها مشروعات استراتيجية في كافة أنحاء المنطقة الشرقية، وكل هذه المشروعات تصب في صالح ومنفعة أبناء هذه البلاد المباركة، في تجسيد مشرق لأحد أهم جوانب رؤيتكم الطموحة 2030، فأنتم - يا خادم الحرمين الشريفين - القائل بمناسبة إطلاق هذه الرؤية الحصيفة المباركة "هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجا ناجحا ورائدا في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك". ريادة المملكة علميا وثقافيا عد الفالح رؤية خادم الحرمين الشريفين المباركة تأكيد على ريادة المملكة في العلوم والثقافة والبحث العلمي، لتحقيق قفزة تنموية معرفية كبرى، محورها المواطن السعودي المبدع، الذي يتواصل مع الثقافات الأخرى بمسؤولية ووعي وإيجابية، متمسكا بعقيدته السمحة، ومعتزا بهويته، مشيرا إلى أنه لن يكون الدور الريادي والتنموي لهذا المركز مقصورا على المنطقة الشرقية التي تفخر باحتضانه، وإنما ستمتد برامجه الطموحة إلى كافة أنحاء المملكة. وقال الوزير إن أنظارنا اليوم تتجه إلى مناطق المملكة على الحد الجنوبي، لنقف مع أهلنا الذين يضربون أروع الأمثلة في الصمود، ومع رجال الوطن الأبطال الذين يذودون عن حياضه، ونسعد اليوم بحضور عدد منهم هذه المناسبة الوطنية. وأضاف أنه بهذه المناسبة، يشرف أرامكو السعودية - يا خادم الحرمين الشريفين - أن تعلن بكل الفخر عن أن أول مبادرة ستنطلق - بإذن الله - من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، بعد تفضلكم بتدشينه، ستكون إقامة برامج للتنمية المعرفية في مناطق الحد الجنوبي، يستفيد منها أبناؤنا وبناتنا الأعزاء في تلك الأجزاء الغالية على قلوبنا. تدشين مركز الملك عبدالعزيز الثقافي دشن خادم الحرمين الشريفين مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، حيث قدمت طفلتان حجر الإبداع للملك سلمان، ووضعه بيده الكريمة في مجسم المركز. ثم تسلم خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية عبارة عن مجسم لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي قدمها المهندس خالد الفالح. وفي ختام الحفل، عزف السلام الملكي، ثم غادر الملك سلمان مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب. حضور الحفل حضر حفل تدشين المشروعات، الأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير طلال بن سعود بن عبدالعزيز، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز، ورئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، والأمير فهد بن عبدالله بن مساعد، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير تركي بن عبدالله بن محمد، والأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، ووكيل الحرس الوطني للقطاع الشرقي الأمير مشعل بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير تركي بن بندر بن عبدالعزيز، والمستشار في الديوان الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، والمستشار في الديوان الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، ومستشار وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير سلطان بن تركي بن عبدالله، والأمير سعد بن تركي بن فهد، والأمير طلال بن عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، والأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز، وعدد من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.