قتل 18 شخصا أمس، عقب هجوم بقنبلتين على قافلة تقل نازحين من بلدة الحويجة، التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش شمال الموصل، فيما لاتزال القوات العراقية تواجه مقاومة عنيفة من عناصر التنظيم خلال محاولاتها استعادة عدة مناطق وبلدات في المحور الشرقي للمدينة. وقالت مصادر محلية، إن القنبلتين زرعتا على الطريق، واستهدفت قوافل تقل عائلات عراقية فارة من الحويجة ومتجهة إلى محافظة كركوك، مما أسفر عن مقتل 17 نازحا وشرطي كان يرافقهم. تراجع جزئي إلى ذلك، أكدت القوات العراقية استعادتها لمناطق في جنوب حمام العليل- جنوب الموصل، وقرية الصلاحية، ومنطقة التلال، وأمنت الوحدات الأمنية المدينة من عدة اتجاهات، ومن المتوقع أن يتم تطهيرها من عناصر التنظيم المتشدد خلال الساعات المقبلة. وفي وقت سابق، أعلنت القوات العراقية سيطرتها على أحياء في شرق الموصل، في حين أكدت أنها تواجه مقاومة عنيفة من عناصر التنظيم سواء من أسلحة الرشاشات أو من خلال زرع قنابل ومفخخات، مما أجبرها على التراجع الجزئي، بعد أن توغلت داخل شوارع الموصل للمرة الأولى من انطلاق العملية. المحور الشرقي بحسب مصادر ميدانية، فإنه منذ انطلاق عملية الموصل، شهد الجانب الشرقي منها، أكبر تقدم للقوات العراقية من 3 جبهات، إذ إن قوات البيشمركة أغلقت الجهة الشمالية الشرقية، فيما توجهت ميليشيا الحشد الشعبي لإغلاق الجانب الغربي، الأمر الذي يزيد من حصار وخنق الدواعش في آخر معقل لهم بالعراق. وفي الأثناء، شهدت المدينة عمليات نزوح كبيرة بين الأهالي والمدنيين، إذ تشير التقديرات إلى نزوح نحو 21 ألفا منذ بدء العملية، فيما لا يزال نحو مليون مدني محاصرا داخل الموصل، الأمر الذي سيزيد من استغلالهم من قبل التنظيم لاستخدامهم دروعا بشرية. تضييق الخناق ما إن بدأ الخناق يضيق على داعش، ويشعر بقرب انتهائه، حتى يلجأ إلى آخر الطرق التي تزيد من فرص بقائه ولو لفترة محدودة. فقد أعلنت أول من أمس، الأممالمتحدة أن عناصر التنظيم اختطفوا نحو 1600 مدني من داخل الموصل قبل أن يفروا منها لاستخدامهم دروعا بشرية، مشيرة إلى أن التنظيم يحاول أيضا اختطافهم إلى مدينة تلعفر المحاذية للجهة الغربية من الموصل، وهي الطريقة الوحيدة المتبقية له للفرار نحو الأراضي السورية. وذكرت المتحدثة باسم مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني، أن الدواعش أبلغوا سكان حمام العليل، بضرورة تسليم أطفالهم، وخصوصا الصبية البالغين 9 سنوات لتجنيدهم للقتال معهم، فضلا عن احتجازهم لقرابة 400 امرأة إيزيدية وكردية وشيعية في تلعفر، مرجحة أن 200 على الأقل منهم قتلوا، في حين تواجه منظمات الإغاثة الدولية، صعوبات في برامج الإغاثة، خصوصا مع تزايد أعداد النازحين، ونقص المواد الطبية والتجهيزية لذلك.