بدأت تركيا بنشر قوات في منطقة سيلوبي قرب الحدود مع العراق اليوم (الثلثاء)، في وقت تستعد القوات العراقية لدخول الموصل، بعدما شقت طريقها في المناطق المحيطة القريبة من المدينة لتصبح على بعد مئات الأمتار من آخر معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال البلاد. وأعلن وزير الدفاع التركي فكري إشيق إن «نشر الجيش التركي بمنطقة قرب الحدود العراقية له صلة بمكافحة الإرهاب والتطورات في العراق» . وقال إشيق لمحطة تلفزيونية تركية إن تركيا «ليس عليها التزام» بالانتظار وراء حدودها وستفعل كل ما هو ضروري إذا أصبح لمقاتلي «حزب العمال الكردستاني» تواجد في منطقة سنجار. وقالت مصادر عسكرية إن قافلة عسكرية تركية تضم حوالى ثلاثين آلية تنقل خصوصاً دبابات وقطع مدفعية في طريقها الى سيلوبي القريبة من الحدود العراقية»، بعدما فتحت فصائل «الحشد الشعبي»، جبهة جديدة من جهة المحور الغربي وتدخل عملياتها يومها الرابع تهدف الى التوجه نحو بلدة تلعفر التركمانية بهدف قطع إمدادات التنظيم المتطرف بين الموصل والرقة السورية. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال السبت الماضي إن تركيا تسعى لتعزيز قواتها في سيلوبي وإنه سيكون لها «رد مختلف» إذا أشاعت الفصائل الشيعية الخوف في مدينة تلعفر العراقية. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية دخول قوات الجيش إلى أول أحياء الموصل من الجهة الجنوبيةالشرقية للمدينة، وأوضحت في بيان أن القوات العراقية تمكنت من «تطهير منطقة طويلة وشهرزاد والدخول إلى منطقة جديدة المفتي ضمن الساحل الأيسر لمدينة الموصل، ضمن المحور الجنوبي الشرقي». ودخلت القوات العراقية محطة التلفزيون الرسمية في الموصل لتسيطر بذلك على أول مبنى مهم منذ بداية الحملة على المدينة، بحسب ما أعلن رئيس جهاز مكافحة الإرهاب طالب شغاتي، مؤكداً بدء «التحرير الفعلي» لمدينة الموصل. وأوضح شغاتي ان القوات العراقية دخلت قضاء الموصل، وذلك غداة تصريح لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اعتبر فيه أن ليس أمام عناصر التنظيم المتطرف «إلا الاستسلام أو الموت». وقال شغاتي في تصريح لتلفزيون «العراقية» الرسمي بوصولنا الى قوقجلي «فعلياً نحن دخلنا الحدود الإدارية» للموصل. وكان الجيش العراقي توغل أمس في حي الكرامة، وأكدت قيادة العمليات المشتركة «بدء التقدم في اتجاه الساحل (الجانب) الأيسر من ثلاثة محاور»، والسيطرة على «قرى بازوايا وطبرق وطهراوه التابعة لناحية برطلة». ومن جهة ثانية، قالت الناطقة باسم «مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان» رافينا شامداساني «داعش» قتل 40 عضواً سابقاً في قوات الأمن العراقية قرب الموصل قبل يومين وألقى جثثهم في نهر دجلة. وأضافت أن التنظيم حاول نقل 25 ألف مدني من بلدة حمام العليل الواقعة جنوب الموصل في شاحنات وحافلات صغيرة في الساعات الأولى من صباح أمس لاستخدامهم دروعاً بشرية على الأرجح دفاعا عن مواقعه. وقالت شامداساني إنه تمت إعادة معظم الشاحنات تحت ضغط الطائرات التي حلقت في المنطقة لكن بعض الحافلات وصلت إلى بلدة أبو سيف على بعد 15 كيلومترا إلى الشمال من حمام العليل. من جانبه أعرب عضو مجلس محافظة نينوى،هاشم بريفكاني، اليوم عن خشيته من «حصول كارثة بيئية وصحية تهدد حياة سكان مدينة الموصل»، بحسب تصريحات أدلى بها لموقع «روداوو» الإخباري، موضحاً أن «أعداد النازحين من الموصل تتزايد، وتم توثيق نزوح قرابة 40 ألف شخص» من المدينة.