فيما أحكمت قوات مكافحة الإرهاب التابعة للجيش العراقي قبضتها، أمس، على أحد الأحياء الشرقية لمدينة الموصل بعد استعادتها من تنظيم داعش، عدّ مراقبون إن إعلان ميليشيا الحشد الشعبي انطلاقها باتجاه تلعفر ذات الغالبية التركمانية، واستعدادها أيضا للقتال في سورية، يمثل إعلانا بتحول الحشد إلى مليشيات "عابرة للحدود" لتنفيذ أجندات طائفية إقليمية. وقال أستاذ القانون بجامعة صلاح الدين، عبدالحكيم خسرو، إن مقاتلي الحشد الشعبي شاركوا في القتال إلى جانب نظام الأسد قبل ظهور تنظيم داعش منتصف عام 2014، وأن الميليشيات تأتمر بإمرة الحرس الثوري الإيراني، فهو الذي يحدد طبيعة تحركاتها، ما يجعل تدخلها في سورية "طبيعيا وجزءا من المشروع الطائفي الإقليمي لإيران". ويرى خسرو أن دخول ميليشيات الحشد لسورية، دون أوامر من القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، يعتبر مخالفة قانونية ودستورية، كون هيئة الحشد مرتبطة بالعبادي. ضرب مقومات التنظيم قال العميد الركن بقيادة عمليات نينوى، أحمد عزيز، إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب دخلت منطقة كوكجلي، وخلال أقل من ساعتين جرى القضاء على جميع مقاومات التنظيم، مضيفا أن نحو 34 مسلحا من داعش، أغلبهم قناصة كانوا في المنطقة إلا أن القوات العراقية تعاملت مع مصادر إطلاق النار بقوة. وأشار عزيز إلى أن الوجهة القادمة لقوات التحرير هي منطقة الشلالات داخل المدينة، لافتا إلى أنه في حال تمكنت القوات من اقتحامها فسوف يعلن رسميا عن دخول مدينة الموصل، لتبدأ صفحة التحرير النهائية. وفي الطرف الغربي حيث تشن فصائل "الحشد الشعبي" هجومها لليوم الثالث في مسعى للوصول إلى بلدة تلعفر على بعد 65 من الموصل، أعلنت إحدى الفصائل التابعة للحشد عن انتزاع خمس قرى من قبضة تنظيم داعش.
مصرع قياديين بداعش أوضح جهاز مكافحة الإرهاب أن انتحاريا يقود سيارة ملغومة حاول الهجوم على موقعهم في وقت مبكر، صباح أمس، لكنهم أوقفوه بنيران مدافع رشاشة. وشوهد حطام وأشلاء المهاجم على حافة طريق قريب. وقالت مصادر إن المتطوعين في حرس نينوى من أبناء عشائر المحافظة قتلوا خمسة قياديين في تنظيم داعش بعد نقل عملياتهم داخل مدينة الموصل، كما أعلنت القوة الجوية أمس مقتل ما يعرف بقائد جند الخلافة المدعو أبو طارق الحيالي، وسبعة من مرافقيه بضربة استهدفت أحد مقرات عصابات داعش وسط مدينة الموصل، استنادا إلى معلومات استخبارية. وفيما أقدم التنظيم على إعدام أعداد كبيرة من أهالي المدن الخاضعة لسيطرته لرفضهم التعاون معه، رجَّح عضو مجلس المحافظة، عبدالرحمن الوكاع، اندلاع انتفاضة داخل الموصل، تزامنا مع دخول الفرق العسكرية مشارف المدينة، مشيرا إلى هروب قيادات التنظيم إلى سورية لتعرضهم لهجمات مسلحة داخل الموصل، وتنامي الغضب الشعبي على تجاوزاتهم.
دروع بشرية قالت المتحدثة باسم مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، أمس، إن ضربات التحالف الدولي منعت الدواعش من استخدام 25 ألف مدني دروعا بشرية في الموصل. وأوضحت أن المتشددين حاول نقل نحو 25 ألف مدني من حمام العليل إلى الموصل في شاحنات وحافلات صغيرة تحت جنح الظلام، إلا أن طائرات التحالف التي حلقت في المنطقة منعت إتمام العملية. في سياق متصل، تلقت الأممالمتحدة المزيد من التقارير عن عمليات قتل جماعي نفذها الإرهابيون، مشيرة إلى مقتل 40 من أفراد قوات الأمن العراقي السابقين، وإلقاء جثثهم في نهر دجلة السبت الماضي.