تقدمت القوات العراقية أمس الجمعة، داخل مدينة الموصل، حيث تواجه مقاومة شرسة من قبل تنظيم «داعش». وأفاد بيان للجيش العراقي امس بأن قوات من جهاز مكافحة الإرهاب استعادت ستة أحياء في شرق الموصل من تنظيم داعش مما يوسع الرقعة، التي يسيطر عليها الجيش في معقل التنظيم الإرهابي بعد يوم من كلمة لزعيم التنظيم حث فيها أتباعه على القتال حتى النهاية. وقال المقدم منتظر سالم من قوات مكافحة الإرهاب لمراسل وكالة فرانس برس على مشارف المدينة إن قوات مكافحة الإرهاب تقدمت إلى حي الكرامة في شرق المدينة وواجهت إطلاق نار كثيف من اسلحة رشاشة وقنابل من مقاتلي تنظيم داعش. وشاهد فريق ل»فرانس برس» متواجد مع قوات مكافحة الإرهاب على المدخل الشرقي للموصل، جرافات ومدرعات تدخل حي الكرامة. وكان إطلاق النار شبه متواصل، فيما وردت تقارير من الجبهة الأمامية على أجهزة القوات اللاسلكية تفيد بأن تنظيم داعش أقام عوائق وزرع عبوات على طول الشوارع لعرقلة التقدم. من جانبها، قالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان امس الجمعة إن إرهابيي تنظيم داعش قتلوا مئات بينهم 50 من المنشقين و180 من الموظفين السابقين في الحكومة العراقية حول معقل التنظيم في الموصل. وأضافت إنهم نقلوا أيضا 1600 شخص من بلدة حمام العليل إلى تلعفر لاحتمال استخدامهم دروعا بشرية ضد الضربات الجوية، وأبلغوا بعض هؤلاء بأنهم ربما ينقلون إلى سوريا. كما نقلوا أيضا 150 أسرة من حمام العليل إلى الموصل يوم الأربعاء الماضي. وذكرت المتحدثة أن الإرهابيين أبلغوا سكان حمام العليل أنه يتعين عليهم أن يسلموا أطفالهم، لا سيما الصبية الذين تتجاوز أعمارهم التاسعة في توجه لتجنيد الأطفال فيما يبدو. وقالت إن إرهابيي التنظيم يحتجزون قرابة 400 امرأة كردية ويزيدية في تلعفر وربما قتلوا ما يصل إلى 200 شخص في مدينة الموصل. وقالت الأممالمتحدة إنه وردتها أيضا تقارير عن ضربات جوية تسببت في مقتل مدنيين بما في ذلك ضربات مساء يوم الأربعاء الماضي ورد أنها قتلت أربع نساء وأصابت 17 من المدنيين في حي القدوس بشرق الموصل. وبحسب بيان الجيش العراقي الجمعة، فإن «قطعات جهاز مكافحة الإرهاب تحرر أحياء الملايين والسماح والخضراء وكركوكلي والقدس والكرامة في الساحل الأيسر لمدينة الموصل وترفع العلم العراقي فوق المباني بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات». وقال ضابط في قوات الجهاز لرويترز يوم أمس الأول إن وحدات جهاز مكافحة الإرهاب ربما تحاول شق طريقها إلى نهر دجلة، الذي يجري في وسط الموصل. وأظهرت مشاهد بثها التليفزيون العراقي من شرقي المدينة سحبا كثيفة من الدخان الرمادي تتعالى في السماء. حرب شوارع ما زال 1.5 مليون شخص يعيشون في الموصل وهو عدد أكبر بكثير مما يوجد في أي مدينة أخرى استولى عليها تنظيم داعش قبل عامين في العراقوسوريا. وقالت الأممالمتحدة إن 21 ألف شخص نزحوا منذ بداية حملة الموصل. ولا تشمل هذه الأرقام الآلاف من قرى مجاورة أجبروا على العودة إلى الموصل مع مقاتلي التنظيم المنسحبين، الذين استخدموهم كدروع بشرية. وقال عدد من سكان الموصل عبر الهاتف لرويترز إن مقاتلي التنظيم ينشرون المدفعية ومنصات الصواريخ داخل الأحياء السكنية وبالقرب منها. وأشاروا إلى أن بعض هذه الأسلحة مخبأة بين الأشجار على مقربة من حي الوحدة في الجنوب في حين نشرت أخرى على أسطح المنازل، التي استولى عليها المقاتلون في حي الغزلاني على مقربة من مطار الموصل. وقال أحد سكان الموصل: «رأينا مقاتلي داعش ينصبون مدفعا رشاشا مضادا للطائرات ومنصة صواريخ وقذائف موتر أيضا». وذكر سكان في أحياء جنوبية وشرقية أن وابل قذائف المدفعية والصواريخ، التي أطلقت من مناطقهم نحو القوات المتقدمة قد هزت منازلهم. وفضلا عن المقاومة في الموصل نفسها شن المسلحون الإرهابيون سلسلة من الهجمات في جميع أنحاء البلاد منذ بدء الهجوم لتشتيت الانتباه. وقال ضابط شرطة محلي إن الإرهابيين سيطروا على مسجد وعدد من المنازل في بلدة الشرقاط على بعد نحو 100 كيلو متر جنوبي الموصل في وقت مبكر الجمعة وقتلوا سبعة جنود ومقاتلين من قوات الحشد الشعبي الشيعية. وعبر الإرهابيون الضفة الشرقية لنهر دجلة ودخلوا الشرقاط واستولوا على مسجد البعاجة وانتشروا في الأزقة. وأعلنت قوات الأمن حظر التجول في البلدة، وقالت إن هناك تعزيزات من قوات الحشد الشعبي في الطريق. وأطبقت القوات العراقية ومقاتلو البشمركة على الموصل من الشمال، ومن سهول نينوى المجاورة شرقا، ومن نهر الدجلة من الجنوب.