فيما تتقدم القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، نحو آخر منطقة تخضع لسيطرة تنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية، بعد تطويق المتطرفين بحملة عسكرية مستمرة منذ خمسة أشهر، ومدعومة بضربات جوية أميركية، انتقد مبعوث ليبيا السابق بالأممالمتحدة، إبراهيم الدباشي، قرار انتقال المجلس الرئاسي إلى طرابلس، حيث تسيطر عليها الميليشيات المسلحة، واصفا هذه الخطوة بالفاشلة، ومحذرا من عملية إجبار المجلس على ترك الساحة السياسية. عدم الجدية أكد الدباشي أن هنالك نية مبيتة - حسب وصفه - لدى المجتمع الدولي، لمنع الاستقرار في ليبيا، ومحاولة صب النار على أي اتفاق سياسي بهدف استمرار الفوضى والانقسامات، مستشهدا بما قاله المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا، طارق متري، حول بعثة الأممالمتحدة، وأنها يجب أن تقوم بفعل أي شيء حتى تظهر للناس أنها تبحث عن حل. وطالب الدباشي، المبعوث الأممي الحالي، مارتن كوبلر، بتقديم أفكار وآليات جديدة لحلحلة الوضع في ليبيا، لأن بعثة الأممالمتحدة هي التي تدير الحوار وتشرف على الاتفاق السياسي، مؤكدا أن الحل يبقى بيد الشعب الليبي من خلال تماسكه ووحدته، داعيا الجميع لقبول جيش موحد، يحمي الدولة والحدود ويفرض القوانين. تعدد الانقسامات ميدانيا، قتل 8 مقاتلين موالين لحكومة الوفاق منذ مطلع الأسبوع الجاري، أثناء تقدمهم داخل مناطق بمدينة سرت الساحلية، في الوقت الذي يشكل كل القناصة والكمائن عقبة أمام تقدمهم بالمدينة. وتواجه عناصر حكومة الوفاق، مقاومة شرسة من مقاتلي تنظيم داعش عبر إلقاء العبوات الناسفة في عدد من المباني، فيما ستكون خسارة مدينة سرت الساحلية، ضربة موجعة للتنظيم المتطرف، كونها آخر معقل له في البلاد، لكن هنالك مخاوف بفرار العديد من قادة التنظيم إلى مناطق أخرى استعدادا لشن هجمات جديدة. وتحاول الحكومة توحيد الفصائل المقاتلة ضد التنظيم والمؤيدة لها، والتي جاء أغلبها من مدينة مصراتة، في حين تواجه البلاد انقساما آخر يتمثل في سيطرة اللواء خليفة حفتر على ما يعرف بالهلال النفطي، شرق البلاد، بعد رفضه الانصياع لسلطة الحكومة المتمركزة في طرابلس، والتي تدعمها الأممالمتحدة.