أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية اليوم (الثلثاء) استعادة السيطرة على مدينة بن جواد الساحلية على بعد 160 كيلومتر شرق سرت، معقل تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في ليبيا. وصرح مسؤول في المكتب الإعلامي لجهاز «حرس المنشآت النفطية» التابع إلى وزارة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني، أن قواته دخلت بن جواد وطردت مسلحي «داعش»، علماً بأنها انضمت أخيراً إلى الحكومة. من جهته أكد العقيد بشير بوظفيرة، آمر القطاع الحدودي في أجدابيا بمركز قيادة عملية «البنيان المرصوص» التي تخوضها قوات حكومة الوفاق ضد التنظيم المتطرف، أن قواته تسيطر على بن جواد وتقترب من تحرير النوفلية (127 كيلومتر شرق سرت)، مشيراً إلى سقوط خمسة جنود و18 جريحاً نتيجة معارك اليوم. وأوضح أن قواته تتقدم «على المحور الجنوبي وتطارد عناصر داعش في وادي حنيوة وتشتبك معهم على مشارف بلدة جارف جنوب سرت». وتحول الخلافات بين حكومة الوفاق وحكومة موازية في شرق البلاد دون توحيد الصفوف لمواجهة تنظيم «الدولة الاسلامية»، وسط سباق بين قوات الطرفين لطرده من معقله في سرت. من جهة ثانية دعا مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر اليوم الفصائل المسلحة الليبية كافة، سواء كانت في معسكر الحكومة المعترف بها دولياً أو حكومة شرق البلاد، إلى توحيد الصفوف ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي وصفه ب «العدو الأكبر». وقال في ختام لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ارولت في باريس أن «هذه المعركة يجب أن تكون معركة ليبية، معركة موحدة، تتطلب بنية مشتركة وجيش مشترك وقيادة عامة». وما زالت حكومة الوفاق المدعومة من الأممالمتحدة وبعد شهرين من انتقالها إلى طرابلس، تواجه صعوبات في إعادة الاستقرار إلى بلاد منقسمة بعمق، وباتت إحدى قواعد تنظيم «داعش» المتطرف. وتسيطر حكومة الوفاق على عدد من المطارات وتلقى دعم المصرف المركزي وشركة «النفط الوطنية» والفصائل المسلحة المتمركزة في الغرب، لكنها تصطدم بالحكومة المعترف بها سابقاً في شرق البلاد، والتي ترفض تسليم السلطة وتحظى بدعم مجموعات مسلحة محلية ووحدات في الجيش بقيادة اللواء خليفة حفتر، المعارض الشرس لحكومة الوفاق.