أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم (الثلثاء) أن بلاده لن «توفر أي جهد لدعم حكومة الوفاق الليبية»، وخصوصاً على صعيد مكافحة الإرهاب لمنع تكرار المأساة السورية في ليبيا، في وقت ندد فيه مبعوث الأممالمتحدة الى ليبيا بالتطورات العسكرية الخطرة وتأثيرها على المدنيين. وقال هولاند للصحافيين في الإليزيه وإلى جانبه رئيس الوزراء الليبي فايز السراج إن «فرنسا ستساعد حكومة الوحدة الوطنية» في تصديها للإرهاب و«نحن نتعاون ما دام ذلك ضرورياً». وأضاف هولاند أن «مصلحة المجتمع الدولي تكمن في وجود ليبيا مستقرة وآمنة، لهذا علينا دعم الحكومة الوحدة الوطنية»، مشدداً على «أننا لن نوفر أي جهد لدعم ليبيا». وقال إن المطلوب «أن لا يتكرر مثال سوريا في ليبيا»، وتابع في إشارة إلى «المجزرة» التي تشهدها مدينة حلب «لا يمكننا أن نقبل بحصول قصف والتضحية بسكان مدنيين وأن يكون الأطفال ضحايا ما يقوم به اليوم النظام (السوري) وداعموه». وأكد هولاند أن باريس «تثق (بفايز السراج) ليتمكن من توسيع حكومته وضمان مشاركة الجهات المعنية كلها»، مشيداً بشجاعة «المقاتلين الليبيين الذين يحررون الآن مدينة سرت من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وعلى صعيد موارد ليبيا من النفط والغاز، شدد هولاند على «وجوب ان تسيطر عليها الدولة (الليبية) ليستفيد جميع السكان من عائداتها». ومن جانبه، اعتبر السراج أن دعم باريس لحكومته «بالغ الأهمية»، وسيلتقي السراج أيضاً وزير الدفاع جان ايف لودريان خلال زيارته باريس. ومن جهة أخرى، حذر مبعوث الأممالمتحدة الى ليبيا مارتن كوبلر في جنيف اليوم من أن هذا البلد يواجه «مأزقاً سياسياً وتطورات عسكرية خطرة» مندداً بتأثير العنف على المدنيين. وقال كوبلر أمام مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان: «نواجه الآن مازقاً سياسياً»، موضحاً أن حكومة الوفاق الوطني لم تلق الموافقة المطلوبة من البرلمان الذي يدعم سلطة موازية منافسة. وأضاف أنه «في الوقت ذاته، تواجه ليبيا تطورات عسكرية خطرة مشيراً الى سيطرة قوات المشير خليفة حفتر الذي يرفض الاعتراف بالحكومة على منطقة «الهلال النفطي»، التي تملك أهمية اقتصادية كبيرة. وأدت معركة سرت بين القوات الموالية للحكومة والمتطرفين منذ أيار (مايو) الماضي الى سقوط «600 قتيل في صفوف القوات الموالية، فضلاً عن آلاف الجرحى»، وفقا لكوبلر. ودعا مبعوث الأممالمتحدة المجتمع الدولي إلى عدم «الاستهانة بمخاطر تصاعد التوتر في طرابلس». واسفرت المعارك في مختلف مناطق البلاد عن مقتل «141 مدنياً، من بينهم 30 طفلاً بين آذار (مارس) وأب (أغسطس» الماضيين، وفقاً لحالات وثقتها بعثة الاممالمتحدة التي تؤكد ان الحصيلة أكبر بكثير. وفي بنغازي، قال كوبلر غن «مئة أسرة محاصرة تواجه باستمرار القصف ونقص الغذاء والدواء والكهرباء» في المعارك بين المتطرفين وقوات موالية للسلطات في الشرق. وقال كوبلر إن أعمال العنف تؤئر أيضاً بالاقتصاد، موضحاً أن «الحكومة تنفق 93 في المئة من ميزانيتها الإجمالية لدعم المواد ودفع الرواتب حتى لعناصر الجماعات المسلحة». وأضاف مبعوث الأممالمتحدة أن الجماعات المسلحة «تواصل ارتكاب انتهاكات خطرة لحقوق الانسان مع استمرار إفلاتها من العقاب». وأشار إلى «المصير القاتم للمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء» الذين يحاولون الوصول الى أوروبا عبر ليبيا، موضحاً أنهم «يواجهون اساءات منهجية» في ليبيا، مندداً بإفلات مرتكبي الإساءات من العقاب ومن بينهم «عناصر ميليشيات والمؤسسات الرسمية».