بعد أن ظهر "الزومبي"- أو الأشخاص الذين يصيبهم فيروس ويقتلهم ويعيدهم من جديد إلى الحياة- في السينما ومجلات الرسوم المتحركة وألعاب الكمبيوتر, أصبح التلفزيون محط أنظار كثير من منتجي هذا النوع من الخيال الخصب المطعم بالرعب اللامتناهي. وتنوي قناة "فوكس للمسلسلات" بث أول مسلسلات الزومبي في المنطقة العربية بدءا من 7 نوفمبر المقبل. المسلسل الجديد يحمل عنوان "الموتى الأحياء", وهو عنوان لا يختلف كثيرا عن إنتاجات هوليوود مثل فيلم "فجر الأموات" أو فيلم "ليلة من الحي الميت" المنتج عام 1968 أو فيلم "بعد 28 يوما" وفيلم "بعد 28 أسبوعا" أو "يوم الأموات" المنتج عام 1985. وتعود ثقافة "الزومبي" إلى معتقدات روحية لقبائل تنحدر من منطقة البحر الكاريبي وتعتنق ديانة الفودو, والزومبي في ثقافتهم هو مخلوق ميت يظهر ليأكل البشر وعادة ما يكون للسحر والشعوذة والاستعباد علاقة كبيرة بالأمر فربما يكون الزومبي بشرا أو أفعى ضخمة أو أشخاصا استعبدوا لقرون وخرجت أرواحهم على من استعبدهم من أجل الانتقام. مسلسل "الموتى الأحياء" وأعلنت قناة "فوكس للمسلسلات" عرضها لأول مسلسل تلفزيوني يناقش الفكرة الخيالية للزومبي, وهو مسلسل "الموتى الأحياء" أو The Walking Dead. ولأن التلفزيون يختلف تماما عن شاشة السينما العملاقة, فإن الدراما تحدث تشويقا أكبر لذا كانت فكرة إنتاج مسلسل عن الزومبي رائدة بشكل كبير, ومربحة لشركات الإنتاج التلفزيوني بالتحديد. وتبدأ قصة المسلسل بتسليط الضوء على حياة رجل شرطة (أندرو لينكولن) يصاب في مطاردة ويقبع في المستشفى عدة أيام, إلا أنه يفاجأ بأنه وحيد في البلدة وأن الجميع أموات فيكتشف أن عائلته مختفية, ومن ثم يقابل عدة أشخاص ويتعاون معهم في مواجهة طويلة ضد وحوش الزومبي المتربصة بالبشر والتي تحتل مساحات كبيرة من مدينة أتلانتا الأمريكية التي تدور فيها الأحداث. يذكرنا الفيلم في بعض تلميحاته برباعية "المدمر" فالقالب السينمائي ربما تختلف, إلا أن الرسالة واحدة وهي تدور حول نهاية العالم, كما أن نفس منتج "المدمر" و"كائن فضائي" Aliens هو نفسه الذي يخرج السلسلة الدرامية من مسلسل "الموتى الأحياء". مسلسل سينمائي من الصعب جدا أن تكون المعالجة الدرامية التلفزيونية كتلك التي في الأفلام, خاصة أن المخرج يحاول دائما أن يستوعب أكبر قدر ممكن من الأحداث في قوالب سريعة ومتمكنة يمكنها أن تختصر الكثير من المشاهد, لذا سعى منتجو سلسلة "الموتى الأحياء" أن يصوروا عدة حلقات تلفزيونية من المسلسل بإطار واسع من الأحداث. كما يحاول أن يضع المنتج في الحلقات أكبر جرعة ممكنة من المشاهد المرعبة التي تجعل الزومبي يتسللون إلى المشاهدين من الباب الخلفي للشاشة, عبر الخدع السينمائية المتقنة بإحكام والمؤثرات الصوتية التي لم تعد تشكل عبئا على شركات الإنتاج هذه الأيام. وعلى الرغم من أن المسلسل مقتبس كليا من سلسلة مجلات مصورة تحمل نفس العنوان, إلا أن تصويره تلفزيونيا احتاج إلى الكثير من العمل, خاصة أن المسلسل يعاني في بعض حلقاته من ضعف السيناريو وضعف الأداء التمثيلي لبعض الممثلين الدراميين الذين يختلفون كليا عن نجوم السينما. مسلسل غير عائلي عرض المسلسل لأول مرة في أكتوبر الماضي, وأنتجته شركة AMC. وعلى الرغم من الانتقادات التي واجهت المسلسل في الولاياتالمتحدة, إلا أن جمهور الزومبي كانوا أكبر من الانتقادات إذ عرج الكثير من المحللين والنقاد على المسلسل قائلين إنه ليس "صديقا للعائلة", وبالتالي فهو مسلسل للكبار فقط ولا يجوز للأطفال مشاهدته وطالبوا هيئة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية بتحديد مواعيد لعرضه على الفضائيات بحيث لا تتزامن هذه المواعيد مع الأوقات التي يشاهد فيها الأطفال التلفزيون.