انتقلت خلافات التوريث من جماعة الحوثيين الانقلابية إلى حليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، وكانت أنباء قد انتشرت خلال الفترة الماضية عن خلافات عميقة داخل الجماعة نتيجة لسعي زعيم التمرد عبدالملك الحوثي لتهيئة نجله جبريل لخلافته في رئاسة الجماعة، ما تسبب في خلافات واسعة بينه وبين أشقائه وأبناء مؤسس الحركة حسين، ما دفعه لتقييد حركتهم ووضعهم تحت المراقبة. وأشارت مصادر داخل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه المخلوع إلى سعي الأخير لتعيين نجل شقيقه يحيى محمد صالح، ليكون زعيما لحزب المؤتمر الشعبي، رغم أن المخلوع كان قد حاول الظهور بمظهر الديمقراطية، حينما ألمح خلال الفترة الماضية إلى اتجاهه لتعيين الأمين العام للحزب عارف الزوكا في منصب رئاسة الحزب. تجاهل القيادات التاريخية قالت مصادر في الحزب إن هناك رفضا متزايدا لتعيين نجل شقيق المخلوع في منصب رئاسة الحزب، وإن قيادات تاريخية نافذة هددت بالانسلاخ في حال تأكد ذلك الاتجاه. وأضافت أنه لم يكتسب عضوية الحزب إلا خلال فترة لم تتجاوز شهرا واحدا، في حين أن الزوكا وقيادات أخرى مثل ياسر العواضي وصالح أبوراس والشيخ يحيى الراعي هم أعضاء في الحزب منذ سنوات بعيدة، ويملكون من الخبرة السياسية ما لا يتوافر للوافد الجديد، الذي لا يحمل من الكفاءة والمؤهلات إلا أنه قريب للمخلوع. وأضافت المصادر - التي رفضت الكشف عن هويتها - في تصريح إلى "الوطن" أن حزب المؤتمر الشعبي العام ظل يفاخر طيلة السنوات الماضية بأنه حزب وطني يتمتع بمؤسسية ونظام داخلي واضح، وأن بروز نزعة التوريث فيه يهدد بزواله. لذلك فإن هذه الاتجاهات تجد رفضا متزايدا ويتوقع أن تضع نهاية تامة لمستقبله إذا تم إقرارها رسميا. تهديد مستقبل الحزب عانى الحزب خلال الفترة الماضية من هزات سياسية عنيفة أدت إلى انسلاخ قياداته التاريخية المؤسسة، وانضمامها إلى الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، حيث رفضت معظم القيادات الوطنية التحالف الذي أبرمه رئيس الحزب علي عبدالله صالح مع جماعة الحوثيين المتمردة، وتأييده للانقلاب الذي قامت به، وتوجيه المقاتلين الموالين له بالقتال ضد الجيش الوطني، واجتياح المدن والمحافظات، وهو ما رفضته معظم قيادات المكتب السياسي، مشيرين إلى أن القرار اتخذه المخلوع من جانب واحد، دون استشارتهم، وأعلنوا انسلاخهم من الحزب، بعد أن تحول إلى أدارة يحاول عبرها صالح الانتقام من الوطن ككل ومن الثوار الذين عزلوه عن الحكم في ثورة فبراير 2011. كما عقد بعض القيادات مؤتمرا للحزب طالبوا فيه بعزل المخلوع، وتعيين قيادة جديدة.