كشفت مصادر داخل حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه المخلوع علي عبدالله صالح، أن اجتماعا عقده المخلوع بكبار قيادات الحزب خلال اليومين الماضيين شهد اندلاع خلافات كبيرة، عقب نقاش عاصف بين بعض المجتمعين وصل إلى مرحلة الملاسنات، وكاد الأمر يتطور إلى الاشتباك. وأضاف المصدر – الذي رفض الكشف عن هويته – في تصريحات إلى "الوطن" أن السبب الرئيسي في اندلاع الخلاف يعود إلى أن قادة كبارا في الحزب طالبوا بفك الارتباط مع ميليشيات الحوثيين، مشيرين إلى أن مصداقية حزبهم باتت على المحك، وحذروا في ذات الوقت من أن الحزب سوف يفقد كافة عضويته، بعد تزايد الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات المتمردة بحق المواطنين، والتسبب في ارتفاع الأسعار إلى مستويات فلكية. مشيرين إلى أن تلك التجاوزات تتسبب في الإساءة لصورة الحزب الذي ظل طوال تاريخه يقف إلى جانب المواطن. تلاسن وشتائم واتهامات قال المصدر إن عددا من أفراد الدائرة المقربة من صالح رفضوا دعوى فك الارتباط بالحوثيين، وأكدوا أن مصير الحزب ارتبط بهذا التحالف، مما أغضب قادة آخرين، أشاروا إلى أن الجماعة المتمردة لم تكن يوما حليفة للحزب، وهددوا بالانسلاخ من الحزب وإعلان انسحابهم إذا لم يتم فض هذا التحالف. وأوضح المصدر أن المخلوع ظهر مرتبكا وغير قادر على الإمساك بزمام الأمور، وأنه أبدى عصبية بالغة، وغادر الاجتماع بدون أن يعلن انتهاءه بصورة رسمية. وتابع المصدر بالقول إن الخلافات لم تنته مع انتهاء الاجتماع واستمر التراشق بين الأعضاء لفترة طويلة، بعد أن اتخذ الحديث طابع الاتهامات الشخصية، وأن بعض الأعضاء تبادلوا الشتائم والتلاسن، قبل أن يتدخل آخرون ويفرقوا بينهم. وكانت المصادر قد أشارت في وقت سابق إلى أن عددا من أعضاء الحزب البارزين وقياداته، أبدوا أكثر من مرة سخطهم من استمرار الارتباط بجماعة الحوثيين، مؤكدين أنه لم تتحقق أي نتائج إيجابية من ذلك الارتباط، بل على العكس تسبب في خسائر فادحة لسمعة الحزب ومكانته. الإساءة للحزب التاريخي أشار المحلل السياسي ثابت الحسيني إلى أن المخلوع صالح، ارتكب خطأ فادحا عندما تسبب في ارتباط حزب المؤتمر الشعبي بالجماعة الانقلابية، وأن الحزب خسر الكثير من قاعدته، وتوقع أن تنعكس تلك الخسارة على الحزب في الفترة المقبلة، بعد أن يتم القضاء على التمرد الحوثي، وقال في تصريحات إلى "الوطن" "من يقفون مع الحزب ومن يختلفون معه، كانوا يتفقون في الماضي على أنه أحد أكبر الأحزاب الوطنية، إن لم يكن الأكبر على الإطلاق، وكانت له قاعدة شعبية ضخمة تنتشر في كل أنحاء اليمن، إلا أن السياسات الخاطئة التي ارتكبها المخلوع، بدوافع شخصية بحتة، تسببت في انهيار تلك القاعدة، وتزايد عدد المنشقين عن الحزب، بعد أن ربطته قيادته بجماعة انقلابية مارست أسوأ أنواع الخيانة بحق الوطن، ورهنت مصيره ومستقبله لأجندة إيرانية بعيدة كل البعد عن المصالح الوطنية. وهذا التصرف الغريب أدى إلى عزوف القاعدة عن الاستمرار في عضوية الحزب، ودفع الكثيرين إلى اعتزال العمل السياسي".