تتسلم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مهام منصبها الجديد اليوم خلفا لسلفها المستقيل ديفيد كاميرون، لتقود بريطانيا في مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي. وفي أول كلمة أمام مقر البرلمان، قالت ماي إنها "تشعر بالفخر والتواضع". وطمأنت النواب بشأن الاتحاد الأوروبي قائلة "إن تصويت البريطانيين يعني الخروج من الاتحاد الأوروبي وسننجح في ذلك. نحن بحاجة إلى توحيد بلادنا، وإحداث رؤية إيجابية جديدة، رؤية لهذا البلد الذي لا يصلح من أجل أقلية تتمتع بالامتياز، ولكن لكل واحد منا. وسنمنح الناس المزيد من السيطرة على حياتهم. وبهذا سنبني معا بريطانيا أفضل". وكانت ماي شددت أكثر من مرة على أن لندن في مرحلتها المقبلة بحاجة لشخصية قوية، في إشارة للصعوبات التي يمكن أن تسفر عنها مغادرة الكتلة الأوروبية على المستويات الاقتصادية والسياسية. تحديات المستقبل رغم أن ماي دعمت حملة البقاء في التكتل الأوروبي فإنها تعهدت في الوقت نفسه باحترام نتائج الاستفتاء، مشيرة إلى أنه لن تكون هناك محاولات للبقاء في الاتحاد أو الانضمام إليه من البوابة الخلفية، كما تعهدت بعدم إجراء انتخابات عامة قبل عام 2020، أو اللجوء إلى موازنة طارئة لتغطية نفقات وخسائر قد تترتب على خروج بريطانيا من الاتحاد. ورشحت ماي نفسها لرئاسة حزب المحافظين البريطاني، ومن ثم لمنصب رئاسة الحكومة البريطانية خلفا لديفيد كاميرون، إذ فازت بالسباق بعد انسحاب وزيرة الطاقة أندريا ليدسوم، لتصبح ثاني سيدة تتولى قيادة المملكة المتحدة بعد مارجريت تاتشر. ويرى مراقبون أن وزيرة الداخلية شخصية مناسبة للمرحلة الحالية، مشيرين إلى أنها كانت تطمح لقيادة البلاد منذ زمن بعيد، إذ كان من المفترض أن تنتظر حتى عام 2018 على الأقل حتى تحقق طموحها، لولا أن استفتاء بريطانيا الشهر الماضي قلب الثوابت السياسية رأسا على عقب ودفع كاميرون للمغادرة.