واصلت الصحف الفرنسية خلال اليومين الماضيين، مواكبة زيارة ولي ولي العهد وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، إلى باريس، واصفة رؤية 2030 بالفرصة العظيمة للشركات الفرنسية. وتحدثت صحيفة "لا تريبون" عن الفرص الاستثمارية التي يمكن أن تحملها الزيارة، وقالت إن الأمير محمد بن سلمان يعمل بحزم على طريق الإصلاح، مشيرة إلى أن ترؤسه الدورة الثالثة للجنة المشتركة السعودية الفرنسية التي انعقدت في باريس، هو بمنزلة فرصة للتأكيد على قوة الدبلوماسية الاقتصادية السعودية وكفاءة خطة التنويع والخصخصة "رؤية 2030". وأوضحت "لاتربيون" أن الزيارة الحالية تأتي بعد رحلة استغرقت أسبوعين في الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أن ولي ولي العهد تمكن من تقديم خطته الطموحة أمام كبار صانعي السياسة والاقتصاد في أميركا. الاستثمارات الأجنبية لفتت "لا تريبيون" إلى أن زيارة ولي ولي العهد للولايات المتحدة كانت ناجحة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، واستشهدت بما حمله استقبال الأمير محمد بن سلمان في واشنطن من دلالات دبلوماسية، حيث استُقبل بأهمية بالغة، واجتمع معه الرئيس الأميركي باراك أوباما في المكتب البيضاوي. وقالت إن الحكومة السعودية تأمل زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية في المملكة إلى 10 أضعاف، بما فيها إتاحة 5% في شركة أرامكو للاستثمار، لتمويل أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، صندوق الاستثمارات العامة.
شريك إستراتيجي سلطت "لا تربيون" الضوء على مواقف فرنسا الداعمة للمملكة العربية السعودية، وأشارت إلى أن الرئيس هولاند ركز منذ بداية ولايته الرئاسية على السعودية، مما يجعل الرياض شريك فرنسا الإستراتيجي في المنطقة. وفي المقابل، أوضحت الصحيفة أن باريس تميزت بانحيازها ودعمها المستمر لمواقف السعودية في أزمات إقليمية كبرى، سواء في اليمن، وعلى الحرب ضد داعش في سورية والعراق، وعلى دعم المعارضة السورية أو في المفاوضات حول النووي الإيراني، حيث اتسم الموقف الفرنسي بثباته، حسب تعبير الصحيفة. وعلى الصعيد ذاته، ألقت الصحيفة الضوء على مشاركة الرئيس الفرنسي، بصفته ضيف شرف، في اجتماع مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في الخامس من مايو في الرياض، مؤكدة أن هذه الخطوة دلت على التقارب بين الجانبين. فرصة عظيمة وتابعت "لا تريبون" أن بحث المملكة عن شركاء إستراتيجيين، موثوقين ودقيقين، لضمان نجاح تنويع اقتصادها، ورؤية 2030، يقدم "فرصة عظيمة" للشركات الفرنسية في السوق السعودية. وأوضحت الصحيفة أن الرؤية السعودية 2030، تدعم الخصخصة والطاقة المتجددة والتعدين والصناعة، وتعطي الأولوية للتقنيات العالية، والتعليم، والصحة، والترفيه، مؤكدة أن الإستراتيجية السعودية الجديدة للاستثمار في الخارج، تجلب الفائدة للشركات الفرنسية. وأضافت الصحيفة "سيكون على الفرنسيين التكيف مع السياق السعودي الجديد وليفهموا أنهم يدخلون عصرا جديدا في علاقتهم بالرياض التي تريد شركاء في إنتاج ما يفوق احتياجاتها المحلية، وبخاصة في المجالات الصناعية والعسكرية". لقاءات ولي ولي العهد أشارت صحيفة "لوموند" إلى أن جولة الأمير محمد بن سلمان في الخارج توسعت في لقاءات ولي ولي العهد مع صناع القرار ومسؤولي كبريات الشركات الأميركية قبل أن يصل إلى باريس. وتطرقت الصحيفة إلى رؤية 2030 التي أطلقتها المملكة في أبريل الماضي، مشيرة إلى أنها تمثل محور لقاءات الأمير محمد بن سلمان في فرنسا، كما تأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان، وفقا للصحيفة، في إطار عمل اللجنة الفرنسية السعودية المشتركة " 3" التي أسسها فرانسوا هولاند بهدف زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.