تُوجت جولة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، بتوقيع بروتوكولات تعاون في مجالات التكوين والتعاون الاقتصادي مع عمالقة الاقتصاد الأمريكي، إذ حظي الأمير الشاب باهتمام كبير من مسؤولي الشركات الأمريكية، مثل مايكروسوفت، فيسبوك وشركة سيسكو. ويرى المراقبون أن جولة ولي ولي العهد إلى أمريكا استحوذت على اهتمام منقطع النظير من قبل المسؤولين الكبار والمتخصصين في الاقتصاد على حد سواء. فبعد زيارته للولايات المتحدةالأمريكية ولقائه بباراك أوباما الذي خصه بلقاء في مكتبه بالبيت الأبيض، ينتقل ولي ولي العهد السعودي بزيارة لباريس تدوم يومين، إذ يلتقي فيها بالمسؤولين الفرنسيين ورجال الأعمال الفرنسيين. ما حققه الأمير السعودي من زيارته لأمريكا وإبرام بعض الصفقات، ترمي في مجملها إلى نقل الإمكانات التكنولوجية إلى المملكة، وبث روح ريادة الأعمال في نفوس القيادات الشابة، سواء بمجال الدفاع أو بالمجال التقني، أثار اهتمام الملاحظين السياسيين، خصوصا أن وفدا هاما من المتخصصين في تحديد فرص الاستثمار الخارجية، يرافق الأمير في جولته خارج المملكة. من أمريكا إلى باريس، وفق الأمير الشاب في نقل صورة المملكة الحقيقية واستطاع أن يحطم الصورة النمطية التي تنتشر لدى الغرب حيال المملكة. من واشنطن إلى باريس، استطاع الأمير محمد بن سلمان أن يشكل لوبيا اقتصاديا وسياسيا، يستجيب لتطلعات المرحلة وما تقتضيه من تكتل إقليمي ودولي في ظل التكتلات الدولية القائمة. ولأن ولي ولي العهد يسعى لتوطين رؤية 2030 دوليا، فقد تمكن من عرض أكثر لسياسة التحول التي اعتمدتها المملكة، وجعل رؤية 2030 في قلب التعاون مع الشركاء الدوليين والتأكيد على أن تنويع النسيج الاقتصادي السعودي، هو أحد الأهداف المعلنة في «رؤية 2030». وباعتبار أن باريس ملتزمة جدا مع المملكة العربية السعودية كونها حليفا سياسيا وشريكا اقتصاديا مهما، فهي ملزمة بوضع رؤية 2030 في قلب سياستها مع المملكة. خصوصا أن برنامج التحول الوطني أصبح في صلب العلاقات السعودية الأمريكية والسعودية البريطانية. وفي هذا الإطار، يتأكد أن جولة الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا ومنها إلى باريس، ترسخ لمكانة «رؤية 2030» في إستراتيجيات العلاقات الثنائية بين هذه الدول التي تربطها علاقات وتعاون مكثف وجدي مع المملكة العربية السعودية ومن ثم فإن تعزيز هذه العلاقات ضمن التجول الجديد بات ضرورة ملحة للطرفين من أجل تعزيز المشاركات الدولية المتعددة الأطراف، خصوصا حول القضايا الإقليمية الراهنة (إيران، الإرهاب، اليمن، العراق وسورية) والتعاون الاقتصادي المثمر آنيا ومستقبلا. واستطاع الأمير الشاب أن يؤكد لواشنطن، كما للعالم أن الرياض استكملت ثورتها الاقتصادية، وأنها ماضية في تحول إستراتيجي سينقلها إلى مصاف الريادة الإقليمية والدولية وذلك باعتراف خبراء أمريكيين وغربيين. رؤية 2030 أصبحت، إستراتجية التحول التي يجب أن يستوعبها شركاء المملكة دوليا، سواء في واشنطن أو في باريس. فالهدف واحد بالنسبة لسمو ولي ولي العهد الذي يزور باريس حاليا، التي تتزامن مع انعقاد الدورة الثالثة للجنة الفرنكو سعودية. ومن أجل مواكبة باريس للتحولات التي تشهدها المملكة في إطار إستراتيجية 2030، والتأكيد على حاجة باريس في التركيز على التعاون الإستراتيجي مع الرياض في إطار التحول الاقتصادي الجديد فقد ارتأت باريس إعداد خطاب يرقى لتطلعات المملكة في هذا الإطار وكذا إحداث بعض التعيينات الديبلوماسية الجديدة، إذ عين فرانسوا غوييت، سفيرا لفرنسا بالرياض خلفا لسابقه برتراندبيسوسينو وتعيين ماران جيليه، خلفا لإدوارد غيوو على رأس شركة أوداس التي تعنى بالاستثمارات الفرنسية بالمملكة.