تمنى الباحث علي مغاوي أن تهدأ المؤسسات الثقافية ولا تقلق من الأدب الشعبي، وفرض الوصاية من الأندية الأدبية على الأدب، وإبعاد الأدب الشعبي وعدم تناوله في جنباته. جاء ذلك في ندوة "الجهود الفردية في خدمة الثقافة في منطقة عسير" التي أقيمت صباح أمس ضمن جلسات ملتقى جائزة أبها، والتي تحدث فيها كذلك الدكتور أحمد التيهاني، وأدارها الدكتور أحمد آل مريع، في حين اعتذر عنها الدكتور غيثان بن جريس ومحمد الراقدي لظروفهما الخاصة. وتحدث مغاوي عن بعض الحكايات والأهازيج الشعبية التي شكلت ثقافته وذاكرته ثم خرجت على شكل منتج مكتوب مثل الحكايات الشعبية، حيث ذكر اتكاء الفصيح في الشعر والقصة والرواية على الحكايات الشعبية في نماذج عاجلة "عم صبر العسيري - سهيل اميماني - شريفة بنت عيسى - وامغريبة - وليس ذلك نهاية بالباب الطارف - وقلب من ألمع - وحالية اللبن"، وتحدث عن تقنية الحكاية الشعبية باعتبار بساطتها وسهولة تعبيرها هو ما يميزها عن غيرها، مبينا أهمية التكرار والارتجال في الحكاية الشعبية، وختم حديثه بتحديد أنواع الأدب الشعبي في ثلاثة أشكال هي الأغاني الشعبية والمسرحية الشعبية والحكاية الشعبية. فيما تناول الدكتور أحمد التيهاني تاريخ الصحافة في عسير، إذ أرجع بداياتها إلى أول العقد الرابع من القرن الرابع عشر الهجري، حين أصدر سعيد بن محمد الغمّاز سنة 1342 جريدةً أسبوعية اسمها "العسير"، ثم تحدث التيهاني عن بعض المجلات والصحف التي كانت رائجة بين القراء والمهتمين مثل مجلة المنهل التي كانت لها وكالة في أبها في الخمسينات الهجرية، وتحدث عن مذكرات محمد أحمد أنور وما حوته من معلومات عن انتشار بعض الصحف السعودية والمصرية التي كانت تصل أبها بالاشتراكات، ولم يغفل التيهاني جانب النشر الأدبي في الصحف لكنه ذكر أن مما كان يلفت النظر أن كتابة القصة كانت "عيبا" في نظر البعض خلال عقود مضت، ولذلك يضع بعضهم اسما مستعارا مثل محمد عبدالله الحميد الذي كان ينشر قصصا في صحيفة البلاد ويذيلها برموز "م ع ح" مع أنه كان يكتب مقالات في عدد من الصحف وقتها باسمه الصريح.