قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نبيل شعث، إن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن مبادرة السلام العربية يهدف للالتفاف على المبادرة الفرنسية للسلام، مشيرا إلى أنه يريد إدخال أربعة تعديلات أساسية على المبادرة التي اعتمدت للمرة الأولى في القمة العربية ببيروت عام 2002. وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "يعتقد نتانياهو أن بإمكانه الالتفاف على الفلسطينيين وهو يقول لمضيفيه الأجانب وفي ندواته إن إسرائيل كانت تعتقد أن السلام مع الفلسطينيين سيؤدي إلى سلام مع العرب، ولكنه يعتقد الآن أنه ربما كان من الأسهل التفاوض مع العرب لكي يضغطوا بدورهم على الفلسطينيين. كما يعتقد أنه إذا ما تمكن من إقامة علاقات مباشرة مع العرب فإن هذا سيمكنه من إدخال التعديلات التي يريدها على المبادرة". وتابع "نتانياهو يريد تغيير النص الذي يقول إنه إذا انسحبت إسرائيل بالكامل من الأراضي العربية المحتلة وحتى خط الرابع من يونيو 1967، وتم التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، فعندئذ تقوم الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل". وأضاف "نتانياهو يريد استبدال هذا النص بما يلي: إذا اعترفت دول عربية بإسرائيل وطبعت العلاقات معها فإن هذا سيشجع إسرائيل على الدخول في عملية سلام مع الفلسطينيين من الممكن أن تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية". ومضى بالقول "نتانياهو يرفض أن يكون هناك أي انسحاب إسرائيلي إلى حدود 1967، ويرفض أن تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، ورابعا، هو يرفض أن تكون هناك عودة للاجئين الفلسطينيين وأي إشارة إلى قرار الأممالمتحدة 194، وهناك إجماع في الائتلاف الذي يقوده نتانياهو على هذه النقاط الثلاث". يذكر أن مصادر رسمية إسرائيلية قالت أخيرا إن نتانياهو يريد إدخال تعديل على المبادرة العربية ينص على عدم انسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان السورية المحتلة. وأشار شعث إلى أن تزامن تصريحات نتانياهو مع مضي فرنسا قدما في عقد الاجتماع الوزاري التشاوري في الثالث من يونيو تحضيرا لعقد مؤتمر دولي للسلام في الخريف إنما هو محاولة للالتفاف على المبادرة الفرنسية. وقال شعث "نتانياهو لا يريد المبادرة الفرنسية، التي دعمها الأشقاء العرب، ولذلك فهو قال لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إنه يريد منه تغيير المبادرة الفرنسية إلى عقد لقاء بينه وبين الرئيس محمود عباس في باريس ودون شروط مسبقة وهو ما رفضناه فيما استمر الفرنسيون في مخططهم وحظوا بدعم العرب".