في ضوء نجاح "أوباما" بتحقيق اختراق في الموقف الأوروبي ، وخاصة في فرنسا ، وإعلان ساركوزي وهو الصديق لإسرائيل ، الموافقة على الرؤية الأميركية ، القائمة على حل الدولتين ، ووقف الاستيطان ، فإن المطلوب عربيا ، هو التمسك بالمبادرة العربية ، بدون تعديل أو تغيير ، وبقرارات الشرعية الدولية ، لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ، حلا عادلا ، يفضي إلى الانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967 ، وفي مقدمتها القدس ، وعودة اللاجئين ، وفقا للقرار 194. وفي هذا السياق ، فلا بد من الإشارة إلى ردود الفعل الإسرائيلية ، على خطاب أوباما ، حيث اتفقت الصحف على أن إسرائيل لم تعد الطفل المدلل لدى أميركا ، مؤكدين بأن نتنياهو أصبح أمام خيارين: إما الاستمرار في خططه ، مما يترتب عليه المواجهة مع الإدارة الأميركية ، وإما تشكيل حكومة جديدة ، تضم حزب "أكاديما" والموافقة على الأطروحات الأميركية ، للخروج من المأزق. أن من أكثر التعليقات وضوحا ، وأهمية ، في هذا الصدد ، هو ما كتبه زبغينيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي ، الأسبق في عهد الرئيس كارتر.. إذ أكد أن خطاب "أوباما" كسر "التابو" بعد أن طلب "أوباما" من ايران وإسرائيل ، الاستجابة لقرارات الشرعية الدولية ، وكرر اسم فلسطين ثلاث مرات. في حين نقلت صحف أميركية ، عن جورج ميتشل ، المبعوث الأميركي للشرق الأوسط قوله ، لاحدى الشخصيات اليهودية النافذة في "الايباك" ، "لقد ضحك البهود علينا كثيرا ، ولقد مضى هذا العهد ". لا نريد أن نبالغ كثيرا ، في الخلافات بين إسرائيل ، وبالذات بين نتنياهو وعصابته من المتطرفين العنصريين ، والإدارة الأميركية ، ولكن إصرار "أوباما" على التمسك بأطروحاته ، قبل وبعد الخطاب التاريخي في القاهرة ، وما تسرب من أخبار ، بأنه أمهل حكومة العدو ، حتى الأول من تموز ، لترد على مقترحاته ، يؤكد أن الرجل ماض في سياسته ، ولن يتراجع عنها ، بغد أن أعلن في القاهرة عن تمسكه بحل الدولتين ، "للشعب الفلسطيني الحق في الوجود" ، وهذا ما تأكد من خلال تصريحاته ، في ألمانيا ، وباريس. ومن ناحية أخرى ، فلقد استوقفنا في خطاب "أوباما" أنه لم يفرق بين الضحية والجلاد ، فلقد ركز كثيرا على "الهولوكست" ، ولم يذكر مأساة الشعب الفلسطيني ، والمحارق التي تعرض لها ، ويتعرض لها ، على يد الصهاينة المجرمين ، هذا أولا. ثانيا: مطالبة الطرفين: إسرائيل والسلطة الفلسطينية ، بتقديم تنازلات مؤلمة ، وخاصة إذا عرفنا أن المنظمة تنازلت عن %78 من فلسطين التاريخية للعدو مقابل اتفاقية هزيلة،،. ثالثا: لم يتضمن الخطاب آليات للتنفيذ ، لذا بات مطلوبا من الرئيس والإدارة الأميركية ، وحفاظا على مصداقيتهما ، أن يقرنا الكلام بالفعل ، وأن لا يأخذ كلامه صفة المواعظ فقط ، ، دون ترجمة عملية. باختصار.. في ظل هذا الحراك العالمي السريع ، والذي ترتفع وتيرته لمساندة الأطروحات الأميركية ، وإجبار العدو الالتزام بها ، يصبح لزاما على العرب والفلسطينيين ترسيخ موقفهم ، بالإصرار على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ، والمبادرة العربية ، كما تم الاتفاق عليها دون زيادة أو نقصان ، وعدم المساس بحق العودة المقدس ، ورفض التطبيع. إن أي التفاف او مساومة ، على هذا الحق ، يعني التفريط بحق الشعب الفلسطيني ، لصالح العدو ، وهذا ما يفرض على السلطة التمسك به ، حتى لا تفقد ما تبقى لها من شرعية. عن الدستور الأردنية