تمارس إسرائيل حالياً اللعب مع جهات في الكونغرس للضغط على أوباما من أجل التخلي عن فكرة الدولتين وللعمل من أجل تعديل المبادرة العربية للسلام ، ولكن هذا المسعى الإسرائيلي ووجه بموقفين رسميين احبطاه في مهده فعلى صعيد الحل على أساس الدولتين شدد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة على التزام الإدارة الأمريكية بحل الدولتين وهذا يعني أنه ليس أمام إسرائيل سوى الالتزام بهذا الحل وان كل محاولاتها لإثناء الإدارة من هذا الموقف قد باءت بالفشل. أما الموقف الرسمي الثاني فقد جاء من الجانب العربي في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد بالقاهرة حيث أكد هذا الاجتماع الرفض القاطع لأي تعديل للمبادرة العربية للسلام. فإسرائيل من جانبها تريد الانقلاب على المبادرة وعلى الوضوح الذي تتميز به فالمبادرة تشترط انسحاباً إسرائيلياً كاملاً إلى حدود الرابع من يونيو 67 لتحصل في المقابل على تطبيع شامل مع الدول العربية أي أن التطبيع بعد الانسحاب وليس قبله ، ولكن ما تريده إسرائيل وقبل أن تقوم بأي شيء هو اعتراف عربي جماعي بإسرائيل وسلام وعلاقات طبيعية ثم الانسحاب بعد ذلك. وهذا بلاشك يناقض المبادرة نصاً وروحاً ، كما أن إسرائيل تريد افراغ المبادرة من محتواها إذ إن المبادرة تقوم على مبادئ الشرعية الدولية ومن ضمنها حق العودة للفلسطينيين ، ولكن إسرائيل وخاصة حكومة نتنياهو بدأت تحتال على أسس الشرعية الدولية باشتراط يهودية الدولة وهو شرط من شأنه الحيلولة دون عودة اللاجئين بل معاملة العرب الموجودين في الأراضي المحتلة وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية وحتى لا تجد إسرائيل ثغرة لتمارس من خلالها ابتزازها المعروف فقد جاء الموقف العربي حاسماً في رفض أي تعديل للمبادرة وعلى المجتمع الدولي الا يفرط في أفضل فرصة متاحة للسلام وذلك بالضغط على إسرائيل لتستجيب لمتطلبات السلام وتترك العناد المفضي إلى الفوضى وعدم الاستقرار.