طالب مثقفون بإنهاء عزلة منظومة التعليم عن منظومة الثقافة والفنون، لتفعيل وتحقيق رؤية الوطن المستقبلية، جاء ذلك خلال ندوات وحلقات نقاش، استمرت مؤسسات ثقافية وأكاديمية في مداورتها على هامش رؤية 2030، خلال اليومين الماضيين في كل من العاصمة الرياض والمنطقة الشرقيةوأبها. تفاؤل عريض في الرياض ناقش الملتقى الثقافي بفرع جمعية الثقافة والفنون رؤية 2030 في ندوة بمشاركة تركي السديري وحمد الراشد، وحضور عدد من المثقفين والمختصين من الجنسين. في لقاء وصفه المشرف على الملتقى الدكتور سعد البازعي بأنه كان لقاء مثريا بمعلوماته وآرائه وشفافيته. في فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام قدم ضيوف ندوة "2030 ثقافة وفنون" بعد نقاش على مدى ساعتين، ضيوف الندوة "الدكتور فهد اليحيا والدكتور عبدالسلام الوايل والكاتب عبدالعزيز السماعيل"، ومدير الندوة الكاتب محمد العصيمي، والحضور، توصيات رأوا أنها مهمة لإنجاح الرؤية في بعدها الثقافي، مبدين تفاؤلا واسعا وابتهاجا بما سموه اعترافا بأهمية الثقافة وقيمة الفنون في مسيرة التنمية. إضفاء المشروعية يرى الدكتور فهد اليحيا أن الجماعات الفطرية تنتج ولديها نشاط ثقافي، مؤكدا أهميته الأساسية في نمو الشعوب، موضحا أن المسرح والسينما والرسم والفنون الشعبية، سواء برقصاتها أو أهازيجها جميعها، مهمة وذات نفع وجمال، مشيرا إلى التقصير في الجهات الحكومية في توفير المناخ المناسب وتقصير من المثقفين أنفسهم. وبدا الدكتور عبدالسلام الوايل في حديثه متفائلا كون الرؤية تحدثت عن الثقافة والفكر والفنون، وعن رفع إنفاق الأسر من 3 % - 6 % على الترفيه محليا، وتشجيع الكتاب والمبدعين. وقال: الرؤية تضفي المشروعية على مجالات طالما نظر لها بدونية، وهي المجالات الفنية والثقافية، آمل كثيرا أن تطبع علاقتنا كمجتمع مع هذه المجالات، وهي رسالة العصر والتقدم، فلا يمكن لمجتمع أن ينظر إليها بنظر الريبة والحذر. تناغم ثلاث ركائز تساءل الكاتب عبدالعزيز السماعيل عن: هل نستطيع البناء بشكل صحيح؟ وماذا نريد من الثقافة والفنون في المستقبل؟ موضحا بعض مقترحاته وهي: دعم الثقافة والفنون في التعليم في جميع مراحله وفئاته، إنشاء الأكاديميات والمعاهد المعنية بالدراسة الفنية، تشجيع القراءة الحرة للانفتاح على الثقافات الأخرى، إنشاء المكتبات الحديثة في المدن والقرى والأحياء، إنشاء البنية التحتية للمؤسسات الثقافية، إنشاء صندوق وطني لدعم الثقافة يتم تمويله من الدولة والقطاع الخاص، تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مجال الثقافة والفنون، إنشاء جوائز تقديرية تقدم سنويا للمبدعين في الثقافة والفنون. صناعة ثقافة أوضح الشاعر محمد الدميني أن صناعة الثقافة تكون في المؤسسات، وإذا لم تتشكل في الحياة اليومية ستتبخر، والعزلة لا بد من كسرها، مؤكدا على أهمية أن تكون الثقافة شأنا يوميا وتخلق من خلالها أجيالا تتبنى الثقافة والفنون. فيما قال القاص جبير المليحان إن للمثقفين حقًّا في التعبير والمشاركة، وجميع المثقفين لديهم الوازع الديني والأخلاقي، فلماذا وضع الرقابة عليهم؟ وقال مدير فرع جمعية الثقافة والفنون أحمد الملا: في الإدارة الثقافية في المملكة ليس هناك وظيفة ثقافية، جميع من يعملون في القطاعات الثقافية والأدبية متعاونون، كما أن نفس الإدارة الثقافية قصير جدا يتم التنازل بسرعة خشية التصادم، فالحالة الثقافية لا تحتاج تعديلا فقط، بل إعادة بناء، فليس هناك بنية تحتية. حلقة أكاديمية حول الرؤية شهد نادي أبها الأدبي في إطار التعاون الثقافي بين عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر لجامعة الملك خالد حول الرؤية الوطنية 2030، جلستين نقاشيتين، تحدث خلال الجلسة الأولى الدكتور مبارك سعيد حمدان في ورقة بعنوان "وطن طموح"، والدكتور محمد أحمد غريب وعنوان ورقته "الجوانب الإدارية في رؤية 2030"، وأدارها رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور أحمد آل مريع. تحدث الدكتور مبارك حول ماهية الرؤية الوطنية 2030، وما يتبعها من تخطيط إستراتيجي يستهدف الأمة والدولة، ثم انتقل في حديثه إلى أهمية نشر ثقافة تحديد الأهداف. بينما تطرق الدكتور محمد غريب خلال ورقته إلى مفهوم الإدارة والفرق بين المدير والقائد، مستعرضا أهم وظائف المدير. وفي الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور عبدالرحمن فصيل قدمت الدكتورة سامية ندى ورقة بعنوان "تنمية الشخصية في ضوء رؤية 2030"، تناولت تنمية الشخصية في ضوء رؤية 2030، وماذا تعني تنمية الشخصية؟ وكيف تتم تلك التنمية المدروسة؟ ودورها في تنمية الشخصية. وتحدث الدكتور محمد علي العبد عن "الأسرة والمدرسة معا لبناء شخصية الأبناء"، وفي الورقة الأخيرة للدكتور محمد العبد، ذكر أن المجتمع الحيوي هو أساس نجاح الرؤية، ولن يكون ذلك إلا بصلاح الأسرة التي هي أساس صلاح المجتمع. توصيات مثقفين إستراتيجية وخطة زمنية واضحة لتطوير المؤسسات الثقافية والفنية منح هيئة الثقافة استقلالية في صلاحياتها وأعمالها إطلاق نواد أو جمعيات ثقافية وفنية أهلية إنهاء عزلة منظومة التعليم عن منظومة الثقافة والفنون تلقي المشروعات الثقافية والفنية دعما ماديا اهتمام وسائل الإعلام