انطلقت مساء أمس في الكويت الجلسة الافتتاحية لمحادثات السلام بين أطراف الصراع في اليمن، برعاية الأممالمتحدة، بعد تأجيلها بسبب تأخر وفد الحوثيين عن الحضور. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن أولى الجلسات المباشرة بين الوفدين اليمنيين بالكويت ستكون اليوم. وفي بداية الجلسة ألقى المبعوث الدولي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد كلمة قال فيها "الخيار اليوم سيكون واحدا من اثنين لا ثالث لهما، إما وطن آمن يضمن استقرار وحقوق كل أبنائه، أو بقايا أرض يموت أبناؤها كل يوم"، محذرا من أن الوضع الإنساني في اليمن لا يحتمل الانتظار، وقال إن الأرقام تؤكد أنه خلال عام واحد سقط ما يقارب سبعة آلاف قتيل و35 ألف جريح، فيما اضطر ثلاثة ملايين شخص لمغادرة منازلهم بحثا عن ملجأ آمن. محاربة الإرهاب أضاف ولد الشيخ "الوضع في اليمن لا يحتمل التأجيل، فالمواجهات المسلحة تدور على عدة جبهات مختلفة، وتحدث مآسٍ كبيرة، يدفع ثمنها الباهظ المدنيون، من أمنهم واستقرارهم ودماء أبنائهم، والعمليات الإرهابية طبعت يوميات اليمنيين في معظم أنحاء البلاد". أشاد المبعوث الأممي بالنجاحات التي بدأت تحققها السلطات الأمنية أخيرا في مكافحة الإرهاب، كما أشار إلى وجود تحسن ملحوظ على المستوى الأمني منذ بدء العمل بوقف الأعمال القتالية رغم الخروقات المقلقة في بعض المناطق. وأوضح أن المشاورات ستنطلق من النقاط الخمس النابعة من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 ومن جدول الأعمال المتفق عليه والمعمول به في جولة المشاورات التي جرت في سويسرا في ديسمبر من العام الماضي. توفير معينات النجاح تعهد وزير الخارجية الكويتي، صباح الحمد الصباح، في كلمته بتوفير بلاده كافة متطلبات نجاح المشاورات اليمنية التي تشكل فرصة تاريخية سانحة لإنهاء الصراع الدائر وحقن دماء أهل اليمن. وخاطب أهل اليمن بقوله "ضعوا نصب أعينكم معاناة أشقائكم ودمار بلدكم، وأدركوا أن الحرب لن تؤدي إلا لمزيد من الدمار، والخراب، والخسائر، والتشريد، وسيدفع اليمن الجزء الأكبر من تكاليفها تأخرا في تنميته، ودمارا في بنيته، وهلاكا لشعبه". وأضاف "أبناؤكم وأشقاؤكم يتطلعون بكل رجاء لمساهمتكم الإيجابية في جولة المشاورات السياسية وصولا إلى وضع الصيغة التي تقود إلى حل شامل ودائم ينقذ وطنكم ويصون أمن واستقرار المنطقة".