شدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني، على أن الأزمات والصراعات التي تستهدف العالم الإسلامي تستوجب تكثيف الجهود لمواجهة ظاهرة العنف والإرهاب، التي "تعيق كل ظاهرة تنموية". وتقدم مدني في كلمته، أمس، خلال افتتاح أعمال الاجتماع التحضيري لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة بمركز المؤتمرات في إسطنبول، بالشكر لتركيا على استضافتها القمة، محيياً الدور الذي قامت به مصر خلال رئاستها للدورة الماضية. وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن العالم يحتاج إلى العدالة والسلام، أكثر من أي شيء آخر، وخصوصاً في هذا الوقت، مؤكداً أن "حرب الإخوة تترك أوجاعاً عميقة، فالمذهبية تفتت الأمة". وأضاف في خطابه تعليقاً على الحروب والاشتباكات التي يشهدها العالم الإسلامي "في نهاية المطاف، المتضرر الأكبر من هذا هم الأبرياء، ولا يمكن لنا قبول هذا، أو الصمت عليه". مشيرا إلى عدم قبول فكر مذهبي يقوم على ظلم الآخر، مؤكداً أن القضاء على الفتنة المذهبية مسؤولية كافة المسلمين، داعياً إلى طي صفحة آلام الماضي، والعمل من أجل سعادة العالم الإسلامي. وشدد المسؤول التركي على أهمية تدخل منظمة التعاون في قضية احتلال أرمينيا لأراضي أذربيجان، وتشكيل مجموعة اتصال بهذا الخصوص. من جهته، أعرب مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون متعددة الأطراف والأمن الدولي، هشام بدر، خلال الاجتماع الوزاري، عن أمله بأن تتطور منظومة العمل الإسلامي المشترك، وتنتقل بشكل نوعي في المجال السلمي والثقافي والعلمي. وأضاف أن الأمة الإسلامية شهدت خلال رئاسة مصر للقمة تغييرات كثيرة، داعياً إلى التركيز على ظاهرة الإرهاب، ونبذ العنف والتطرف، والدعوة إلى عمارة الأرض. وتأتي هذه الاجتماعات التي بدأت أمس، وتستمر اليوم، تمهيداً للقمة الإسلامية ال13، المزمع انعقادها يومي 14 و15 أبريل الجاري، تحت عنوان "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام". وسيبحث الاجتماع قرارات ومبادرات عملية تسعى للنهوض بالعمل الإسلامي المشترك، والارتقاء بالدور المناط بمنظمة "التعاون الإسلامي" على الساحتين الإقليمية والدولية، إضافة إلى مناقشة القضية الفلسطينية، والأوضاع الراهنة في كل من سورية، واليمن، وليبيا، وأفغانستان، والصومال، ومالي، وجامو، وكشمير، والبوسنة والهرسك، واعتداءات أرمينيا على أذربيجان، وغيرها من الدول الإسلامية التي تشهد نزاعات وأوضاعا أمنية غير مستقرة.