هدد زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، أمس، باتخاذ موقف أكثر تصعيدا يعلنه لاحقا، إذا لم يقدم رئيس الوزراء حيدر العبادي، حزمة إصلاحات "منطقية ومقنعة" اليوم إلى البرلمان، أو في حال رفض النواب التصويت على الإصلاحات. وشدد الصدر في كلمة ألقاها، نيابة عنه، خطيب صلاة الجمعة، أسعد الناصري، من أمام بوابة المنطقة الخضراء، وسط عشرات الآلاف من المعتصمين في العاصمة بغداد، على الخروج بإصلاحات مقنعة اليوم، مهددا بوقفة أخرى في حال عدم إعلان العبادي حزمة الإصلاحات. وهدد الصدر المعترضين على التصويت على الإصلاحات التي سيقدمها العبادي ب"الاحتجاج ضد أعضاء البرلمان"، مشيدا في الوقت ذاته على مواصلة الاعتصامات و"انضباط المعتصمين" أمام بوابات المنطقة الخضراء، في إشارة إلى التزامهم سلمية التظاهر. يذكر أن التظاهرات المنددة بالفساد دخلت يومها التاسع، منذ أن نصب المعتصمون مئات الخيام في رسالة ضغط على العبادي، للمضي بتنفيذ الإصلاحات، وأبرزها إبعاد الأحزاب السياسية عن المناصب التنفيذية، ومحاسبة الفاسدين. وكان الزعيم الصدري هدد في بيان سابق، باقتحام المنطقة الخضراء، إذا أخفق العبادي في تشكيل حكومة "تكنوقراط" خلال 45 يوما بدأت في 12 فبراير الماضي، وتعهد بعدم التعرض للسفارات والبعثات الأجنبية في حال حصل الاقتحام. التعديل الوزاري قال عضو "ائتلاف دولة القانون"، عبود العيساوي، في وقت سابق، إن العبادي سيقدم قائمة بأسماء تسعة وزراء تكنوقراط إلى البرلمان، السبت، للحصول على ثقة البرلمان، مشيرا إلى أن القائمة تضم المرحلة الأولى من التعديل الوزاري، على أن تعقبها مرحلة أخرى تضم وزراء جددا "تكنوقراط"، حسب العيساوي. ويستنزف الفساد الموارد المالية للحكومة المركزية في وقت تراجعت الإيرادات نتيجة هبوط أسعار النفط، إضافة إلى خوض القوات العراقية حربا ضد تنظيم داعش شمال البلاد.
تحرير الموصل على صعيد العمليات ضد المتشددين، أشارت مصادر عسكرية إلى أن القوات العراقية تحرز تقدما بطيئا في مواجهة "داعش" شمال البلاد، مرجعة ذلك إلى قنابل زرعها عناصر التنظيم في مناطق الاشتباكات. وكان الجيش الوطني، مدعوما بالقوات الكردية والتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، أطلق فجر أول من أمس، عملية جرى الترويج لها على أنها البداية لحملة أوسع لتطهير المناطق المحيطة بمدينة الموصل، واستعادت السيطرة على ثلاث قرى في منطقة مخمور جنوبالمدينة. وأضافت المصادر أن القوات كانت تستعد لمهاجمة قرية أخرى أمس، لكن المتفجرات التي زرعها المتشددون في الشوارع والمباني، أجلت العملية، لافتة إلى أن عناصر "داعش" استخدمت سيارات مفخخة في الاشتباكات. وكان آلاف الجنود أرسلوا إلى شمال البلاد في الأسابيع الأخيرة، وأقاموا قاعدة إلى جانب مقاتلي البيشمركة والقوات الأميركية في مخمور التي من المقرر أن تصبح نقطة انطلاق رئيسية لأي هجوم مستقبلي على الموصل. وقال الجيش العراقي في بيان، أول من أمس، إن هذا التقدم هو الخطوة الأولى في عملية أطلق عليها "فتح"، لتحرير محافظة نينوى بالكامل.