تواصلت حركة الاحتجاجات أمام المنطقة الخضراء في بغداد، حيث أقام أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس، صلاة الجمعة وأمّها نيابة عنه مساعده أسعد الناصري، الذي هدّد باتخاذ «مواقف جديدة» اليوم. من جهة اخرى، فجر انتحاري نفسه عصر امس وسط تجمع بعد انتهاء مباراة في كرة القدم جنوببغداد، ما ادى إلي قتل 25 شخصاً على ما افادت الشرطة. وقال الصدر: «أتمنى من رئيس الوزراء أن يخرج يوم السبت بإصلاحات جديدة مقنعة للشعب وبحكومة تكنوقراط ووزراء جدد، يرضى الشعب عنهم لا الكتل التي تتصارع من أجل بقائها»، متعهداً دعمه من خلال «الاحتجاجات وتأييده في صورة فاعلة أكثر وبالطرق السلمية». وأضاف: «إذا لم يعلن العبادي السبت حزمة إصلاحات مرضية للشعب العراقي، فستكون (لنا) وقفة أخرى نعلنها، ولن نكتفي بالاعتصام أمام المنطقة الخضراء، وكله ضمن الاحتجاجات السلمية التي لا تمس إلا الفساد والمفسدين»، وشدّد على «عدم التصرف الفردي». ولفت الى أنه «في حال تم تقديم حزمة إصلاحات الى البرلمان، ولم يصل الى تصويت ملائم بسبب (امتناع) بعض النواب، لن يكون ذلك إلا تحويلاً وتعميماً للاحتجاجات لتكون ضد كل من لم يصوّت من النواب، وسيكونون بالأسماء والخط العريض عبرة لمن اعتبر». على صعيد آخر، قال الناصري أن «الكل بات مقتنعاً بأن العدو الداعشي والسياسيين الفاسدين يشتركون بتفكير واحد، وهو تدمير هذا الشعب، والسياسيون الفاسدون القابعون في المنطقة الجرداء (الخضراء) هم في مأزق لا يُحسدون عليه». وقبيل صلاة الجمعة في وسط بغداد، قطعت الشرطة جسري الجمهورية والسنك المؤديّين إلى المنطقة الخضراء، ومعظم الطرق المؤدية الى وسط العاصمة، في ظل انتشار أمني كثيف لأي طارئ أمني، وتجمع أنصار الصدر الى جانب المعتصمين. وكان الصدر أعلن الأسبوع الماضي، فرار مسؤولين «فاسدين» من المنطقة الخضراء ودعا الى منع سفرهم، معلناً تشكيلة وزارية مستقلة «عالية المستوى» لطرحها على رئيس الحكومة. وفي محافظة النجف، وصف خطيب الجمعة صدر الدين القبانجي، الإصلاحات بأنها «مسيرة متقدمة في البلاد، على رغم الصعوبات والولادة العسيرة»، لكنه شدد على أن تكون «وفق الدستور وعدم تجاوزه، وأن تنال موافقة الشعب وممثليه»، مؤكداً أهمية «التعاضد بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وعدم تجاوز إحداهما الأخرى». إلى ذلك، واصلت المرجعية الشيعية العليا الامتناع عن التصريحات السياسية، وألقى ممثلها في كربلاء عبدالمهدي الكربلائي، خطبة دينية. وهاجم رجل الدين آية الله محمد تقي المدرسي، الطبقة السياسية، وقال إن «الدولة التي تحكمونها ليست لكم وحدكم، والإمكانات والثروات الموجودة في العراق لم تكن يوماً ملكاً لآبائكم لكي ترثوها، بل هي ملك للشعب العراقي». ودعاهم إلى «التحلّي بالمزيد من الحكمة، وأن يكونوا رجال المرحلة، وإلا فإن النهاية ستكون صعبة»، مؤكداً أن «المرجعية الدينية تراقب وضعكم وستتدخل في الوقت المناسب، كما حدث سابقاً عند سيطرة داعش الإرهابي على مناطق واسعة من العراق وأصدرت فتوى الجهاد الكفائي».