قالت مصادر دبلوماسية أمس إن الحكومة الباكستانية أعلمت نظيرتها الأفغانية بأنها لا تحبذ عقد الجولة القادمة من المباحثات المباشرة بين حركة طالبان الأفغانية وحكومة كابول في إسلام آباد، يأتي ذلك في وقت كان من المفترض أن تعقد لجنة التنسيق الرباعية التي تضم باكستان، وأفغانستان، والولايات المتحدة، والصين، بإسلام آباد خلال الأسبوع الماضي، لكن طالبان رفضت حضور تلك المباحثات، بعد أن صعّدت القوات الأميركية وقوات "إيساف" المدعومة بالجيش الأفغاني عملياتها ضد طالبان، وقتلت عددا كبيرا من قادتها وعناصرها. وأفادت مصادر بوزارة الخارجية بأن باكستان تخشى من الضغوط الأجنبية عليها في حال تعثر المباحثات إذا عقدت على أرضها، كما حصل في السابق لأن كل الأطراف تتوقع منها أن تقنع طالبان بتقديم تنازلات للحكومة الأفغانية، بينما أكد مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية، سرتاج عزيز، أن بلاده لم تعد قادرة على ممارسة ضغوط على طالبان، بفعل تقاربها مع الحكومة الأفغانية وتعاونها السياسي والأمني لضمان استقرار وأمن النظام الحاكم في كابول . الهجوم الربيعي تستعد حركة طالبان لبدء هجومها الربيعي على القوات الأميركية وإيساف في أفغانستان، ما جعل قادتها الميدانيين يرفضون المشاركة بالمباحثات. وقالت تقارير إن الهجمات التي تخطط لها طالبان تكتسب بعدا اقتصاديا على اعتبار أن انتصاراتهم فيها ستزيد من دخل الحركة، لا سيما وأنها تستهدف مناطق تجارة المخدرات ومخازن الأسلحة والعتاد الأفغانية. وحسب التقارير فإن باكستان تتوقع حدوث مضاعفات كبيرة وتعقيدا في الأزمة الأفغانية ومن ثم تراجعت عن عقد الجولة على أرضها. من ناحية ثانية، قال مسؤولون إن 15 شخصا على الأقل قتلوا عندما انفجرت قنبلة في حافلة تقل موظفين حكوميين في مدينة بيشاور الحدودية بشمال غربي باكستان أمس، مشيرين إلى أن الهجوم وقع على طريق رئيس، بينما كانت الحافلة تنقل الموظفين إلى عملهم في بيشاور.
مصرع جنود أفغان أعلن الجيش الأفغاني في بيان له أمس، أن تسعة من جنود الجيش و 39 مسلحا لقوا مصرعهم كما أصيب 18 شخصا من طالبان و 5 من الجيش الوطني بجروح جراء سلسلة عمليات عسكرية للجيش خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، بينما تم إرسال جنرال أميركي لقيادة القوات الأجنبية في إقليم هلمند المضطرب، في خطوة نادرة تشير إلى زيادة مشاركة القوات الأجنبية في الحرب على طالبان. كما لقيت خمس سيدات من عائلة أفغانية مصرعهن إثر سقوط قذيفة أطلقتها قوات الجيش الأفغانية أول من أمس شرق أفغانستان، قرب الحدود الباكستانية.