بعد ظهورها لأول مرة في الثمانينيات الهجرية، عاد مقترح دمج الأندية السعودية إلى واجهة الأحداث الرياضية المحلية من خلال توجه جديد للرئاسة العامة لرعاية الشباب أعلنه قبل عامين الأمير عبدالله بن مساعد، وتركت الفكرة منذ أن طفت على سطح الوسط الرياضي مؤخرا تباينا في تأييدها ورفضها بين النقاد والمختصين في التاريخ الرياضي، ويرى الداعمون لها بأنها ستجمع المواهب الموجودة في أكثر من ناد وفي لعبة واحدة وتزيد من قوته لمواجهة المنافسين، خصوصا وأن هناك أندية لا تفصل بين مقراتها سوى كيلومترات قليلة فقط، إضافة إلى عدد سكان القرية أو المدينة المحدود، كما أنها تعاني من قلة الموارد المالية، وفي المقابل يرى المعارضون للفكرة أن الدمج سيحرم أبناء المنطقة من الأنشطة الرياضية لأن الأندية لن تكون قادرة على استيعاب أعدادا كبيرة من الشباب، إلا في حال توافر المنشآت الرياضية والموارد المالية. لن يوقف تأسيس أندية جديدة * أؤيد انتشار الأندية والتوسع فيها، ولكن كأندية متخصصة، بأن يكون لكل لعبة مجلس إدارة مصغر ومستقل، ويكون كذلك لكل ناد عدة فروع في المدينة للاستفادة من الملاعب الشعبية التي أقامتها أمانات المدن. * تخصيص أندية ألعاب مختلفة يحتاج لرسم خارطة طريق وليس التخلي المباشر، حتى لا يضيع تاريخ النادي بإنجازاته في بعض الألعاب وحفظ حقوق الأندية وبقائها تحت أجنحتها، والنادي الجديد بحاجة لدعم وخبرات واستقلالية. * قديما حقق الدمج الأهداف المرجوة منه بنسبة عالية في تلك الظروف والإمكانيات، لكن طريقة دمج الماضي لن تفيد اليوم، فلكل مرحلة وضعها الخاص. * الدمج لا يعني التوقف عن تأسيس أندية جديدة، فالأندية عام 1387 كان عددها 75 ناديا، ثم توسعت إلى 153 ناديا عام 1420، وقبل عامين وصلت إلى 170 ناديا. محمد القدادي باحث ومؤرخ الدمج يقلل من ظهور المواهب * دمج الأندية حدث في السبعينيات والثمانينيات الهجرية، أي منذ عشرات السنين، لكن في الأساس لم يكن هناك مسمى ناد حتى 1384 ، بل كان يوجد مسمى فريق كرة قدم. * عندما تأسست اللجنة الأولمبية السعودية عام 1383 أرادت أن تضم جميع الألعاب المختلفة تحت مسمى ناد، فتم دمج الفرق الصغيرة. * حققت الأندية حينها الغرض من الدمج بإبراز المواهب الرياضية وحققت نتائج إيجابية، بالذات النصر الذي حقق البطولات بعد دمجه مع الرياض، إلا أن أخرى كالربيع لم تحقق المطلوب. * البطولات تحققت على مستوى الدرجتين الأولى والثانية لا الممتازة على مستوى كأس ولي العهد أو بطولة الملك. * زيادة عدد الأندية السعودية التي تمارس فقط أنشطة في مناطقها وليست أندية تحقق البطولات، فهناك أندية كثيرة وصغيرة في الطائف، إضافة إلى وج وعكاظ، لكنها لا تنافس. * ب عض الأندية لو دمجت حاليا لن يتغير الوضع، وسيفقد الشباب الفرصة في بعض المناطق لممارسة الأنشطة وسيقل ظهور المواهب. عبدالله جارالله المالكي - مؤرخ رياضي