اتهم مؤتمر الإعلام والإرهاب الذي تنظمه رابطة الجامعات الإسلامية، بالتعاون مع مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط، قنوات التلفزيون الفضائية وبرامج التوك شو بصفة خاصة بتأجيج الفكر المتطرف والإرهاب، حيث تسعي هذه المحطات إلى الإثارة والسبق الصحفي، بعيدا عن مصلحة الأوطان. ويناقش المؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم، على مدار يومين، 20 بحثا عن الإرهاب وتأثيره على استقرار الأمم وتأثير التلفزيون والسينما في نشر الفكر المتطرف، وكيفية استخدام الدراما والأفلام في المعالجة. تنظيم إعلام داعش اتهم رئيس هيئة الاستعلامات المصرية السفير صلاح عبدالصادق، الإعلام بأنه يسعى للسبق الصحفي دون النظر لمصلحة الوطن، كما يغذي الإرهابيين بإذاعة أخبارهم التي تعتبر أكبر دعاية لهم. وأشار إلى أن إعلام داعش منظم ويستخدم التكنولوجيا في استقطاب الشباب عبر المواقع والصفحات الاجتماعية، ويملك داعش 20 ألف تغريدة، والتقنية جعلت الإرهاب وصل إلى كل أركان العالم، وأصبح بالوكالة في إفريقيا. وطالب عبدالصادق بتطبيق القانون للتصدي لهذه الظاهرة، وعلى الفضائيات والمواقع تصحيح مسارها لحماية الوطن. الإرهاب يختلف في منطوق الإعلام أكد المشاركون في المؤتمر دور الإعلام في التصدي للإرهاب، وطالبوا بضرورة تشخيص واقع الإعلام الجديد، والإعلام التقليدي، والتصدي لظاهرة الإرهاب التي تعتمد مواجهة الفكر الضال بفكر أقوى، يعتمد ثقافة الحوار وإلى تغيير في المفاهيم والعقول، بطرح إعلامي متطور في الشكل والمضمون، يرتكز على فريق عمل متخصص في العلوم الإنسانية والشرعية والإعلامية. الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، ترأس الجلسة الأولى المخصصة لمحور "الإعلام والإرهاب.. التشخيص والواقع"، وتحدث فيها كل من الدكتور جعفر عبدالسلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية بورقة حملت عنوان "التشريعات الإعلامية ودورها في مكافحة الإرهاب"، وتناول فيها ألا يؤدي إطلاق الحريات في وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي للتأثير على الأمن والسلم الاجتماعي، فيما رأى الدكتور سامي محمد ربيع الشريف في ورقته "الإعلام والإرهاب.. على خط المواجهة" أن وسائل التكنولوجيا أكسبت الإرهاب زخما واسعا بسبب ما أتاحه له الإعلام من انتشار. وذهب الدكتور حسين أمين الأستاذ بالجامعة الأميركية في بحثه "دور وسائل الإعلام في مواجهة خطاب التطرف"، إلى أن المتابع للتغطية الإعلامية لقضية الإرهاب يكتشف أن مفهوم الإرهاب يختلف في منطوق وسائل الإعلام حسب سياستها الإعلامية تجاه هذه القضية، ونفتقد لوجود حملات إعلامية ممنهجة لمواجهة هذا الفكر المتطرف الذي يمثل سلاحا يهدد وجود البشرية بأسرها. التسلح بجهاز آلي قال رئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا الدكتور حسن علي، إن الإعلام الجديد استخدمه المتطرفون دينيا وسياسيا وأيديولوجيا لاستقطاب الشباب في عملياتهم الرامية إلى بث الخوف وإجبار العالم على الاعتراف بهم والرضوخ إلى مطالبهم، مبينا أن الإرهابي بالأمس كان يتسلح ببندقيته، أما اليوم فيتسلح بجهاز حاسب آلي، فيما استعرض الدكتور وليد خلف الله محمد، من كلية الإعلام بقنا "دور المؤسسات الإعلامية في مواجهة الإرهاب"، موضحا أن الإعلام لم يعد مجرد ناقل للأخبار، وإنما أضحى وسيلة لصناعة العقول وتنمية الأفكار، لذلك ينبغي الاستفادة من التقنيات والآليات الفعالة بغية تقديم رسالة بناءة تقوى على مواجهة الأعمال الإرهابية. رئيس جامعة الملك فيصل بتشاد الدكتور عبدالله بخيت تناول مفهوم الإرهاب من حيث "التوزيع الجغرافي لبؤر الإرهاب والتطرف الديني في قارة إفريقيا"، وأنه يختلف من شخص لآخر حسب الخلفية العقائدية أو التوجه السياسي والفكري وتطويعه باستخدام مصطلح الإرهاب بحسب التوجه الأيدولوجي بحيث أصبح للإرهاب مفهوم نسبي عند الباحثين والسياسيين وصناع القرار بالدول الإسلامية والدول الأخرى. وتطرق بخيت إلى الانعكاسات الفعلية للممارسات الإرهابية المتطرفة التي صنفت على أنها إرهابية في القارة الإفريقية خلال العقدين الماضيين، بجانب دور الإعلام في التصدي للإرهاب في إفريقيا. فيما تناول عميد كلية الإعلام بجامعة الأقصى الدكتور حسين أبو شنب، دور الإعلام الفلسطيني في التصدي للإرهاب الصهيوني، بدءا بوعد بلفور، ومرورا بالمجازر والمذابح الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وصولا إلى جرائم حرق الإنسان مطالبا بإعلام وطني عربي.