تسعى رابطة العالم الإسلامي، لعقد مؤتمر أو ندوة أو ورشة عمل في مقرها في مكةالمكرمة تجمع فيها المتخصصين في الشريعة والقانون والإعلام والتقنيين في الحاسب الآلي والإنترنت للخروج ببرامج تطبيقية لمحاربة الإرهاب والتصدي له بقوة. وأعلن الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، موافقة الرابطة واستعدادها لعقد المؤتمر أو الندوة أو ورشة العمل للمتخصصين، بناء على ما طرحه أستاذ الإعلام في جامعة المنيا المصرية الدكتور حسن علي محمد، في بحثه «الإعلام الجديد وعلاقته بالتطرف والمتطرفين»، في المؤتمر الدولي «دور الإعلام في التصدي للإرهاب»، أمس في أسيوط، الذي تقيمه رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع مركز الدراسات المستقبلية في جامعة أسيوط، ويختتم اليوم بإصدار توصياته. وأكد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على دعم الأنشطة الإسلامية التي تحقق وحدة الصف وتوعية المسلمين من خطر الإرهاب. وكان المؤتمر قد افتتح البارحة الأولى في جامعة أسيوط، وأكد فيه الدكتور عبدالله التركي أن مواجهة الإرهاب تكون بالحزم والحكمة وبطريقة تعاونية بين الجهات الرسمية والشعبية والإعلامية، وتناوله بمختلف جوانبه ودراسة أبعاده الفكرية والنفسية والاجتماعية، وتحليل أسبابه، ورصد آثاره، واستطلاع أسبابه. وأوضح أن الإرهاب الطائفي أوقع العديد من الأوطان العربية والإسلامية في حالة من الفتن والصراع المرير، وأفرز حالة من التدهور الاقتصادي والأمني، وتصدعا اجتماعيا يصعب ترميمه، لافتا إلى أن خطورة المشروع العدواني للطائفية تجلت في دعم وسائل إعلامية تدعو لتلك الطائفية المقيتة، وتثير قضايا تاريخية قديمة لا فائدة من إثارتها إلا زرع الفتنة وتمزيق الوحدة الإسلامية، إلى جانب ما تقترفه الميليشيات الطائفية من جرائم بشعة. وأكد المشاركون في جلسات أمس، أن التشريعات الإعلامية لمحاربة الإرهاب في وسائل الإعلام تشريعات هلامية، وبعض تلك الوسائل لم تستطع منع المتطرفين أن يكونوا إرهابيين، وبعضها لديها انفلات إعلامي تحت دعوى «حرية الفكر»، وأن وسائل التكنولوجيا أكسبت الإرهاب مساحة واسعة بسبب ما أتاحته له من انتشار، وأن الجيل الرابع من الحروب جيل إعلامي، وربما يتعمد الجيل الخامس مستقبلا إلغاء الكتلة العربية من الوجود. وحول دور المملكة في مواجهة الإرهاب، طرح الدكتور عبدالله بن حسين الشيعاني التجارب السعودية في محاربة الإرهاب، موضحا أن سلطات المملكة رصدت وفندت كل ما ينشر في وسائل الإعلام، خصوصا الجديد، فحجبت المواقع التي تنشر الأفكار الضالة، ووعت الشباب ببرامج علمية مدروسة، لافتا إلى أن المملكة استطاعت أن تجعل من كل مواطن ومقيم فيها رجل أمن. وكان الدكتور التركي، قد وصل إلى أسيوط على رأس وفد رابطة العالم الإسلامي لحضور المؤتمر والالتقاء بالمسؤولين المصريين، أبرزهم: شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ومفتي مصر الدكتور شوقي علام، ووزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، ووزير التنمية المحلية أحمد زكي بدر. من جانب آخر، ترأس الدكتور عبدالله التركي الاجتماع الثاني للدورة العاشرة للمجلس التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية، وناقش وضع خطة عملية لدعم نشاطات الرابطة، ودراسة أوضاعها، وزيادة نشاطات الجامعة لخدمة القضايا الإسلامية والدفاع عنها، وتفعيل الشراكة على المستويين الإقليمي والدولي، ووضع خطة مستقبلية للرابطة. وأجمع المشاركون في المؤتمر على ضرورة تشخيص واقع ما يتم طرحه في الإعلام الجديد، والإعلام التقليدي، والتصدي للفكر الضال بفكر أقوى منه يعتمد ثقافة الحوار، بطرح إعلامي مستنير متطور في الشكل والمضمون.