بينما يستمر النظام السوري والطائرات الروسية في خرق الهدنة من خلال قصف مواقع المعارضة، أفادت مصادر، نقلا عن القائد السابق لقوات التحالف بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، الأدميرال الأميركي المتقاعد، جيمس ستافريديس بأن الخطة الاحتياطية لهدنة سورية تتضمن عملية برية، تستثنى منها روسيا، في حال فشل اتفاق وقف الأعمال العدائية. وأكد ستافريديس أن الخطة "ب" ستشمل حملة برية، تتضمن في بعض مراحلها إقامة حظر للطيران في منطقة آمنة لبناء معارضة معتدلة، متوقعا أن تشارك الأردن في العملية البرية الاحتياطية، بناء على اتفاق جرى أخيرا بين باراك أوباما وقادة عرب، واصفا الحملة بالمعقدة. وكان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، تمسك برأيه السابق بأنه لا توجد أي خطة بديلة عن البيان الروسي الأميركي المشترك، حول وقف إطلاق النار بسورية، نافيا أن تظهر أي خطط أخرى احتياطية في المستقبل. استمرار القصف أوضح المتحدث باسم الفرقة الساحلية الأولى المنضوية تحت الجيش الحر، فادي أحمد، أن طائرات هليكوبتر تابعة للنظام أسقطت أمس ستة براميل متفجرة، وأطلقت عشرات الصواريخ على مناطق تمركز المعارضة بريف اللاذقية. ونفى أحمد في الوقت ذاته تقارير أوردتها وسائل إعلام النظام السوري عن إطلاق المعارضة عشرات من قذائف الهاون على ريف محافظة اللاذقية، مؤكدا أن المعارضة ملتزمة بالاتفاقية. وكان النظام السوري اخترق الهدنة في اليوم الثاني وقصف مواقع للمعارضة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بقنابل سامة، بينما استهدفت الغارات الجوية الروسية عدة مناطق في البلاد، مخلفة ضحايا مدنيين. وأكدت المعارضة المسلحة والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن قصفا جويا استهدف ما لا يقل عن ست بلدات وقرى في غرب وشمال حلب وقرية في محافظة حماة بوسط سورية، وأضافت أن طائرات روسية ضربت بلدة دير معلا شمالي مدينة حمص في الموجة الثانية من القصف خلال بضع ساعات. في سياق متصل، أبلغت المعارضة السورية، الأممالمتحدة برسالة شكوى من استمرار النظام وحلفائه الروس والميليشيات الطائفية في انتهاك الهدنة، محذرة من أن يؤدي الخرق إلى انهيار وقف إطلاق النار. وقالت المعارضة في رسالتها إلى الأمين العام للمنظمة الدولية، بان كي مون، إن الانتهاكات ستقوض الجهود الدولية لضمان استمرار الهدنة، محذرة من أن تؤدي إلى انهيار العملية السياسية التي تبنتها الأممالمتحدة. وأشارت الهيئة العليا للتفاوض التابعة للمعارضة، إلى أن الطائرات الحربية الروسية نفذت أول من أمس 26 غارة على مناطق للمعارضة ملتزمة بالهدنة، مبينة أن موسكو أسقطت قنابل عنقودية على مناطق سكنية، خلفت ضحايا مدنيين. واكتفت الولاياتالمتحدة بالدعوة إلى إعطاء الهدنة الفرصة الكافية لإنجاحها، في وقت اعتبر المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا خروقات الأيام الماضية، فردية التصنيفات. تجويع الشعب عبر مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان زيد الحسين، أمس، عن قلقه إزاء آلاف السوريين المهددين بالجوع نتيجة الحصار الذي فرضه الأسد على نحو نصف مليون شخص. واعتبر الحسين، خلال افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، التجويع المتعمد للشعب أمرا محظورا، واصفا إياه بسلاح حرب، مضيفا أن الغذاء والأدوية وغيرهما من المساعدات الإنسانية الملحة الأخرى تمنع من الدخول بشكل متكرر، وأن الجوع قد يودي بحياة الآلاف. كما أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن نحو 50 شخصا توفوا في بلدة مضايا بريف دمشق، نتيجة نقص المواد الغذائية، بسبب الحصار الذي يفرضه النظام على البلدة منذ سنتين. إلى ذلك، أكد منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في سورية، يعقوب الحلو، أول من أمس، أن المنظمة الدولية تعتزم في الأيام الخمسة المقبلة إدخال مساعدات إلى نحو 154 ألف شخص في مدن محاصرة، منبها إلى أن المنظمة تنتظر الحصول على الضوء الأخضر من الأطراف المتقاتلة، لمساعدة 1,7 مليون شخص يقطنون في مناطق يصعب الوصول إليها. الطيران الإسرائيلي أكدت مصادر صحفية عبرية أن الطيران الإسرائيلي يساند نظام الأسد وحلفاءه من إيران وحزب الله، مستشهدة بأن النظام في دمشق استخدم طائرة دون طيار إسرائيلية في الحرب ضد المعارضة. وأضافت المصادر أن الطائرة كانت من طراز "سيرتشر"، من إنتاج الصناعات الجوية الإسرائيلية، مشيرة إلى أنها ذات حجم متوسط، ومعدة لاستخدامات المراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية، ضمن مسافات تصل مئات الكيلومترات، مضيفة أنها بيعت لروسيا. في سياق متصل، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إن أي ترتيبات سياسية وأمنية مستقبلية في سورية لا بد أن تستجيب لمصالح بلاده، مرحبا بالاتفاق الذي أبرمته واشنطنوموسكو في هذا الصدد.