مواصلة لنهجها التدميري، أقدمت مجاميع تابعة لجماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة، على هدم معلم سياحي وثقافي بارز في غيل باوزير، بمحافظة حضرموت. وقال شهود عيان: إن أعدادا كبيرة من المتطرفين أحاطوا أول من أمس، بقبة الشيخ سعيد العطيشي بمنطقة الصداع، وأقدموا على هدمها بمعدات تكسير ضخمة، بحجة أنها من المظاهر الشركية. وأضافوا أن عددا من سكان المنطقة حاولوا إثناء المتشددين عن هدم القبة، وأكدوا أن المكان لا تمارس به أي شعائر تعبدية، وأنه عبارة عن مجرد رمز سياحي، يكشف الطابع العمراني القديم الذي تتميز به المحافظة، إلا أن عناصر التنظيم المتطرف رفضوا الاستماع لهم، وهددوهم بالاعتقال إذا لم يبادروا بالانصراف فورا من المكان، ومضوا في عملية الهدم والتكسير. تبرير العدوان وقال سكان محليون: إن عناصر التشدد استبقت عملية الهدم، حيث قامت قبل أيام بتوزيع منشورات تجيز هدم القباب، وأرفقوا معها فتاوى مشبوهة تؤكد أنها مظاهر شركية. مشيرين إلى أن حالة من السخط الشديد تسود بين سكان المحافظة، بسبب تعرض الطابع العمراني المتميز للمحافظة إلى التهديد، وأكدوا أنه إذا استمر المتشددون في عمليات الهدم، فسوف تفقد المحافظة الخاصية الحضارية التي تميزت بها منذ وقت بعيد. هدم المعالم الحضارية بدوره، قال المركز الإعلامي: إن هذه ليست هي المرة الأولى التي تتعرض فيها قباب تاريخية وأضرحة ومقامات ومعالم تاريخية أخرى بالمحافظة للهدم، مشيرا إلى أن مبان كثيرة دمرت خلال الفترة الماضية مثل قبتي "شيخان" بمسجد النور، وقبلها قبة مسجد بازرعة، بالمكلا القديمة، والتي يزيد عمرها عن 300 عام. إضافة إلى هدم ضريح الشيخ الفقيه مزاحم بن أحمد جابر بمنطقة بروم، وقبة المحجوب في المكلا، وغيرها من المعالم الأخرى. وكانت أعداد كبيرة من سكان حضرموت قد تظاهرت أواخر العام الماضي في عاصمة المحافظة، مدينة المكلا، ضد وجود المتشددين، ودعوا المجلس الأهلي الذي تم تكوينه عقب الانقلاب الحوثي، لتولي زمام إدارة المحافظة، إلى القيام بالدور المأمول منه، ووقف ممارسات المتشددين، والتوقف عن التدخل في شؤون المواطنين الحياتية. إلا أن عناصر القاعدة تصدوا للمتظاهرين، وقاموا باعتقال أعداد كبيرة منهم.