شهدت أحياء في مدينة المكلا، عاصمة إقليم حضرموت، اشتباكات عنيفة بين عناصر في تنظيم القاعدة الذي يسيطر على المدينة، وعشرات المواطنين، بسبب إصرار المتشددين على هدم مواقع أثرية تعود إلى بعض مشايخ المدينة، وهو ما عده المواطنون تطاولا على تاريخ المدينة واعتداء على معالمها السياحية والرئيسة. وكان متطرفون أقدموا خلال الأيام الماضية على هدم عدد من هذه المواقع بدعوى أنها من الشركيات، ورغم تصدي مواطنين لتلك التجاوزات، ومحاولتهم وقف هدم مسجد "الشيخ المحجوب"، بحسبانه من معالم المدينة السياحية، إلا أن المتشددين رفضوا التجاوب مع المحتجين، وفجروا المكان بالمتفجرات والألغام. وأشار بعض شهود العيان إلى أن عناصر التنظيم المتشدد ارتكبوا جريمة بحق الطابع العمراني للمدينة، واعتدوا على معالمها السياحية التي طالما ميزتها، ودعوا إلى التصدي لعناصر التنظيم، وإيقاف اعتداءاتهم على السكان والتدخل في شؤونهم الحياتية، وعدم تدمير المعالم الثقافية والحضارية للمدينة. وقال الطالب الجامعي علي الشرعبي في تصريحات إلى "الوطن": "المتطرفون لا يلقون بالا لأي اعتبارات ثقافية أو حضارية. لذلك فإن محاولات إقناعهم بالحسنى لن تجدي نفعا، ولا بد من تدخل المجلس الأهلي في الأمر، لوقف الاعتداء على قناعات الآخرين، وعدم تدمير البيئة الثقافية الحضارية المتميزة التي عرفت بها مدينة المكلا، طوال تاريخها. وإذا سكتنا عما يمارسه هؤلاء المتنطعون، فسوف يأتي يوم لا نجد فيه شيئا من معالم مدينتنا". بدوره، قال شاهد عيان إن عناصر التنظيم المتطرف اعتدوا بالضرب على مواطنين حاولوا منعهم من إزالة المواقع الأثرية، كما اقتادوا بعضهم إلى أماكن مجهولة. صنعاء: محمد عبدالعظيم